على مدى الأشهر الماضية، سعت قطر لتمكين حركة “طالبان” بكل السبل ومنحها الصبغة الشرعية ودعمها عبر كل الطرق الممكنة وتشغيل مطار كابول والالتفاف حول الآليات الدولية.
وفي أحدث تلك الخطوات، كشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح لـCNN، أن وفدا أميركيا سيلتقي كبار ممثلي حركة طالبان الأفغانية في العاصمة القطرية، الدوحة، السبت والأحد، في أول اجتماع من نوعه منذ الانسحاب الأميركي من أفغانستان في نهاية أغسطس الماضي.
وأوضح المصدر أن “هذا الاجتماع هو استمرار للالتزامات البراغماتية مع طالبان بشأن القضايا ذات الاهتمام الحيوي للولايات المتحدة”، مؤكدا أن اللقاء “لا يتعلق بمنح الاعتراف أو إضفاء الشرعية، ما زلنا واضحين في أن أي شرعية يجب أن تكتسب من خلال تصرفات طالبان”.
وأشار المصدر إلى أن من بين الأولويات الرئيسية للاجتماع “استمرار العبور الآمن من أفغانستان للمواطنين الأميركيين وغيرهم من الأجانب والأفغان الذين لدينا التزام خاص تجاههم والذين يسعون لمغادرة البلاد”.
كما أضاف أن الولايات المتحدة ستعطي الأولوية أيضا في اجتماع الدوحة بـ”إلزام طالبان بعدم السماح للإرهابيين باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد أمن الولايات المتحدة أو حلفائها”، ودفع طالبان “لاحترام حقوق جميع الأفغان، بمن فيهم النساء والفتيات، وتشكيل حكومة شاملة بدعم واسع”.
وأردف بأننا: “سنضغط أيضًا على طالبان للسماح للوكالات الإنسانية بالوصول إلى المناطق المحتاجة، بينما تواجه أفغانستان احتمال حدوث انكماش اقتصادي حاد وأزمة إنسانية محتملة”.
ولعبت قطر دورا ضخما في المفاوضات مع طالبان، تحت ستار إجراء مفاوضات السلام والتي استعملته لمد الحركة بالدعم المالي والعسكري، للعودة إلى الحكم مجددا، وقدمت لها يد العون في إعادة تشغيل المطار وإرسال طائرة قطرية بها فريق فني إلى كابول.
كما أجرت قطر عدة اتصالات مع دول أخرى لمساندة طالبان، وتسهيل مهمتها في السيطرة ومساعدتها على أكمل وجه، وتمهيد الطريق أمامها وإجراء مفاوضات مع الدول الأخرى لتكون ذراعها بآسيا، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الهولندية، سيغريد كاغ، في الدوحة أن بلادها قررت نقل سفارتها من كابول إلى العاصمة القطرية، بعد خطوة مماثلة من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويأتي ذلك، لرغبة قطر في الحصول على دور رئيسي في المحادثات مع طالبان، في ضمان سيطرة الحركة واستقطاب الأطراف المعادية لها للتمهيد من أجل إجراء محادثات لتحسين الأوضاع مستقبلاً، وهو ما يصبّ في تحسين صورتها العالمية، وضمان مدخل وموطئ قدم لها بآسيا.