في خضم الأزمات التي تشهدها ليبيا والصراعات السياسية الضخمة والاستعداد للانتخابات المرتقبة، اتجه عبدالحميد الدبيبة، رئيس الحكومة الوطنية إلى قطر اليوم، في زيارة مفاجئة.
وأعلن الديوان الأميري القطري استقبال أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة والوفد المرافق له.
وكشف مصدر مطلع أن اللقاء جاء في محاولة جديدة من الدبيبة للاستنجاد بتميم للحصول على دعمه سياسيا وماليا، بعد سحب البرلمان الثقة منه، حيث يريد تثبيت أوصاره بليبيا لضمان تحقيق أهدافهم في البلاد.
وأضاف المصدر: أيضا يوجد لدى الدبيبة نوايا للترشح وزج مؤيديه بالانتخابات المقبلة، لاستمرار السيطرة على البلاد.
وأشار إلى أن الدبيبة وعد باستمرار تحقيق أهداف قطر وتركيا والإخوان في ليبيا، حال استمرار تواجده بالحكم، وضخ الاستثمارات في بلاده لتحسين صورته.
فيما أوردت وكالة الأنباء القطرية أن اللقاء بين الزعيمين شهد التباحث حول العلاقات الثنائية بين ليبيا وقطر، وسبل وتطويرها في شتى المجالات والبرامج المشتركة، ومن أبرزها التعاون في مجال الاستثمار وإعادة الإعمار، والاستفادة من التجربة القطرية في بناء مدينة رياضية جديدة.
من جانبه، أوضح بيان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الليبية، اليوم الخميس، أن الجانبين أكدا أن أي تعاون استثماري ليبي قطري سيكون محل تشجيع ومتابعة من البلدين.
ودعا رئيس الحكومة الليبية وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن للمشاركة في مؤتمر استقرار ليبيا، المزمع عقده في نهاية شهر أكتوبر الجاري.
وفي ٢١ سبتمبر الماضي، صوت مجلس النواب الليبي، بالأغلبية على سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وذلك في جلسة برئاسة المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وبحضور نائبيه الأول والثاني و113 نائبا.
وأعلن الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق، أن المجلس صوت بسحب الثقة من الحكومة بأغلبية 89 نائباً من أصل 113 وهم عدد الحضور، تجاوز النصاب القانوني.
ويأتي ذلك بعد تعليق المجلس، جلسته، لبحث سحب الثقة من الحكومة، التي توصلت لقرار تشكيل لجنة للتحقيق مع الحكومة في الاتفاقيات والتكليفات والقرارات التي اتخذتها في عدد من الملفات، بالإضافة إلى تشكيل لجنة لدراسة القانون رقم 10 لسنة 2014م بشأن انتخاب مجلس النواب ودراسة التعديلات اللازمة له لعرضها على مجلس النواب، ويمكن الاستعانة باللجنة التشريعية والدستورية بالمجلـس على أن تقدم مقترحها خلال جلسة الأسبوع المقبل.
وفي جلسة الاستجواب، حاول الدبيبة الدفاع عن أداء حكومته، بقوله إنها تعمل في ظل صعوبات كثيرة، منها عدم اعتماد مشروع الميزانية العامة، كما تحدث عن جهود بذلتها في قطاعات مثل الصحة والكهرباء، مشيرا إلى عمله على عدة ملفات مهمة أخرى منها توحيد المؤسسة العسكرية.
وتولى المجلس الرئاسي الجديد برئاسة محمد المنفي، وحكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مهامه في ليبيا، في مارس الماضي، وفق خطة توصل إليها منتدى الحوار الليبي، برعاية الأمم المتحدة، لإدارة شؤون البلاد، والتحضير لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.