ذات صلة

جمع

ساعة الحسم.. هل تعلن إدارة ترامب تصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية الأسبوع المقبل؟

تعود قضية تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية إلى...

لعبة الاستبعاد.. هل يختار العراق حكومة “الاستقرار” أم “المواجهة”؟

بين دعوات إلى تشكيل حكومة “استقرار” قادرة على احتواء...

رسائل النار والسياسة.. كيف تُدار الحرب غير المعلنة بين دمشق وواشنطن؟

تعود العلاقة بين سوريا والولايات المتحدة إلى واجهة الأحداث،...

صراع الأساطيل الخفية.. هل يمتلك حزب الله مفاتيح “إغلاق” الموانئ الإسرائيلية؟

في خضم تصاعد التوتر الإقليمي وتعدد ساحات الاشتباك غير...

صراع الأساطيل الخفية.. هل يمتلك حزب الله مفاتيح “إغلاق” الموانئ الإسرائيلية؟

في خضم تصاعد التوتر الإقليمي وتعدد ساحات الاشتباك غير المباشر، يبرز البعد البحري كأحد أخطر ميادين الصراع بين حزب الله و”إسرائيل”.

ومع تزايد الحديث عن قدرات الأساطيل الخفية والحرب غير المتكافئة في البحر، يتقدم سؤال جوهري إلى الواجهة، هل يمتلك حزب الله فعليًا مفاتيح “إغلاق” الموانئ الإسرائيلية، أم أن الأمر يدخل في إطار الردع النفسي وتوازن الرعب؟.

وقالت مصادر: إنه لم يعد الصراع بين الطرفين محصورًا بالبر والجو، فالبيئة البحرية، بما تحمله من رمزية اقتصادية وأمنية، باتت عنصرًا مركزيًا في الحسابات الاستراتيجية.

الموانئ الإسرائيلية، وعلى رأسها حيفا وأشدود وإيلات، تشكّل شرايين حيوية للاقتصاد والتجارة والطاقة، وأي تهديد لها ينعكس مباشرة على الأمن القومي، في المقابل، يدرك حزب الله أن ضرب هذه النقاط الحساسة أو حتى التلويح بذلك يمكن أن يحقق تأثيرًا يتجاوز بكثير حجم الضربة العسكرية نفسها، عبر إرباك الأسواق، وتعطيل حركة الملاحة، ورفع كلفة أي مواجهة.

مفهوم الحرب غير المتكافئة

وأوضحت المصادر، أن مصطلح “الأساطيل الخفية” لا يشير بالضرورة إلى سفن حربية تقليدية، بل إلى منظومة متكاملة من القدرات غير المعلنة، صواريخ دقيقة مضادة للسفن، طائرات مسيّرة بحرية، ألغام ذكية، وقدرات استطلاع ومراقبة تمتد من الساحل إلى عمق البحر، هذا النوع من القدرات ينسجم مع عقيدة حزب الله العسكرية القائمة على الحرب غير المتكافئة، حيث يتم تعويض التفوق التكنولوجي للخصم بأدوات منخفضة الكلفة نسبيًا، لكنها عالية التأثير.

وفي البيئة البحرية، يكفي تهديد محدود ومدروس لفرض قيود كبيرة على حركة الملاحة.

ما الذي يملكه حزب الله فعليًا؟

وأشارت المصادر، أنه رغم غياب المعلومات الرسمية، تشير تقديرات أمنية وإعلامية إلى أن حزب الله راكم خلال السنوات الماضية ترسانة متطورة من الصواريخ المضادة للسفن، بعضها أثبت فعاليته في مواجهات سابقة، كما يُعتقد أن الحزب طوّر قدرات في مجال الطائرات المسيّرة القادرة على العمل فوق البحر، سواء لأغراض الاستطلاع أو الهجوم، إضافة إلى ذلك، يُطرح سيناريو استخدام الألغام البحرية كأداة ردع صامتة، نظرًا لما تسببه من شلل طويل الأمد في الموانئ، حتى بعد انتهاء أي مواجهة مباشرة.

هذا النوع من التهديد لا يحتاج إلى إعلان صريح، بل يكفي زرع الشك في أذهان شركات الشحن والتأمين.

الموانئ الإسرائيلية تحت المجهر

وقالت: إن الموانئ الإسرائيلية ليست مجرد مرافق خدمية، بل بنى تحتية استراتيجية، ميناء حيفا، على سبيل المثال، يُعد مركزًا صناعيًا وتجاريًا رئيسيًا، بينما يشكل ميناء أشدود بوابة أساسية للاستيراد والتصدير.

أما إيلات، فرغم بعدها الجغرافي، فهي تمثل منفذًا مهمًا على البحر الأحمر وأي تعطيل في هذه الموانئ، ولو جزئيًا، قد يؤدي إلى ارتفاع كلفة الشحن، وتراجع ثقة المستثمرين، وضغط داخلي على صناع القرار. من هنا، تصبح “إمكانية الإغلاق” سلاحًا بحد ذاته، حتى قبل استخدامه فعليًا.

الاقتصاد في قلب المعركة

وأكدت المصادر، أن ما يميز البعد البحري عن غيره هو تأثيره المباشر على الاقتصاد، فإغلاق أو تهديد الموانئ لا يطال الجيش فقط، بل يضرب التجارة، والطاقة، وسلاسل الإمداد. وهذا ما يجعل هذا النوع من التهديدات أكثر حساسية، وأشد وقعًا على الرأي العام.

في هذا السياق.. ترى المصادر، أن حزب الله قد لا يحتاج إلى “إغلاق فعلي” للموانئ، بل إلى خلق حالة دائمة من عدم اليقين، تدفع شركات الشحن والتأمين إلى اتخاذ إجراءات احترازية، وهو ما يحقق الهدف بأقل كلفة عسكرية.

البعد الإقليمي والدولي

واختتمت المصادر، أنه لا يمكن فصل هذا الصراع عن السياق الأوسع في شرق المتوسط والبحر الأحمر، حيث تتقاطع مصالح دولية كبرى، وتتزايد أهمية الممرات البحرية.

أي تصعيد كبير قد يستدعي تدخلات أو ضغوطًا دولية، بهدف حماية حرية الملاحة ومنع توسع النزاع، هذا العامل يشكّل قيدًا إضافيًا على الطرفين، لكنه في الوقت نفسه يرفع من قيمة “التهديد البحري” كأداة تفاوض غير مباشرة.

يذكر، أن صراع “الأساطيل الخفية” بين حزب الله و”إسرائيل” يعكس تحوّلًا نوعيًا في طبيعة المواجهة، حيث لم يعد التفوق العسكري وحده هو الفيصل، بل القدرة على التأثير في الاقتصاد والأمن النفسي للخصم، وبينما يمتلك حزب الله أدوات قد تتيح له تهديد الموانئ الإسرائيلية، فإن ترجمة هذا التهديد إلى “إغلاق فعلي” تبقى رهينة حسابات دقيقة تتعلق بالردع، والكلفة، وتوازنات الإقليم.