ذات صلة

جمع

كسر شوكة الحوثي.. ما هي خارطة الطريق العسكرية لتحرير شمال اليمن؟

تمثل مسألة تحرير شمال اليمن من قبضة مليشيا الحوثي...

نهاية الخط الأحمر.. هل الاتحاد الأوروبي مستعد لتقبّل أوكرانيا في وضع ما بعد الحرب؟

يمثل انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي تحولًا جيوسياسيًا تاريخيًا،...

البرهان في قفص الاتهام.. كيف استهدف الجيش السوداني “الكنابي” في ولاية الجزيرة؟

مع توالي الشهادات الميدانية ومقاطع الفيديو المتداولة على وسائل...

صرخات من الحدود.. هل تستهدف إسرائيل إحداث تغيير ديموغرافي عبر الاعتقالات بجنوب سوريا؟

تحوّلت التوغلات الإسرائيلية بسوريا من عمليات أمنية عابرة إلى...

تعنت البرهان.. هل يكفي السجل الدبلوماسي لبريطانيا لإنهاء تعنت قائد الجيش السوداني؟

يستمر الصراع في السودان متجاوزًا جميع جهود الوساطة الإقليمية والدولية، وفي ظل هذا الجمود القاتل، أكدت بريطانيا مؤخرًا أنها تستخدم كل أدوات الدبلوماسية لإنهاء هذه الحرب.

هذا التصريح يضع المملكة المتحدة، التي تحمل تاريخًا طويلاً من العلاقات والتدخل في المنطقة، في واجهة التساؤلات، هل يمتلك السجل الدبلوماسي لبريطانيا ما يكفي من الثقل والأدوات لكسر تعنت البرهان وإنهاء الحرب في السودان؟

جذور تعنت البرهان

وقالت مصادر: إن تعنت البرهان لا ينبع فقط من شخصيته العسكرية، بل من قراءة استراتيجية للوضع الداخلي والدولي تدفعه للاعتقاد بأن القتال هو الطريق الوحيد لضمان بقاء الجيش كمؤسسة مهيمنة.

وفق المصادر: يُعد البرهان واجهة لتيار واسع داخل الجيش السوداني يضم قوى متشددة من النظام السابق وتيار الإسلاميين العسكريين، هذا اللوبي يضغط عليه للرفض المطلق لأي تسوية تمنح حميدتي أو أي قوة مدنية منافسة أي نفوذ.

فجوة العقوبات الدولية

وأوضحت المصادر، أنه على الرغم من إعلان بريطانيا عن استخدام كل أدوات الدبلوماسية، فإن العقوبات الدولية الفعلية على القيادات العليا في الجيش السوداني أو الشبكات المالية التي تدعمهما ما تزال محدودة أو غير مؤثرة بما يكفي لإجبار البرهان على تغيير مساره، حيث يدرك البرهان أن التهديد الدبلوماسي قد لا يتحول إلى ضغط اقتصادي حقيقي يهدد مصالحهم.

السجل الدبلوماسي لبريطانيا

وتمتلك بريطانيا علاقات تاريخية عميقة مع السودان كقوة استعمارية سابقة؛ مما يمنحها معرفة واسعة بالتركيبة السياسية والأمنية الداخلية، لكن هذا السجل يحمل تحديات وقيودًا في آن واحد، حيث تستطيع بريطانيا استخدام ثقلها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتمرير قرارات تدعم الهدنة أو تفرض عقوبات مستهدفة؛ مما يعطي جهودها طابعًا دوليًا ملزمًا، كما يمكن للندن، كأحد المراكز المالية الكبرى، فرض عقوبات مالية على الشركات والأفراد الذين يمولون الحرب ويدعمون تعنت البرهان، ولبريطانيا سجل في دعم جهود بناء السلام، ويمكنها توفير الخبرات الفنية والتسهيلات للمفاوضات المعقدة.

متى تفشل الدبلوماسية؟

إن نجاح جهود بريطانيا والدبلوماسية الدولية في إنهاء حرب السودان يتوقف على مدى تحول “الأدوات الدبلوماسية” إلى أدوات إلزام لا يستطيع البرهان تجاهلها.

حيث يجب على لندن وحلفائها تجاوز بيانات الإدانة والاجتماعات التقليدية والتوجه نحو فرض عقوبات على شركات الجيش السوداني الخارجية وشبكات الفساد المرتبطة به، وليس فقط على القيادات العسكرية، هذا يضرب نقطة ضعف البرهان الحقيقية وهي الاقتصادية وتوجيه الضغط والعقوبات نحو المستشارين والممولين من النظام القديم الذين يدفعون قائد الجيش السوداني نحو التشدد.

سيناريوهات الفشل

وقالت المصادر: إذا اقتصرت بريطانيا على أدواتها الدبلوماسية التقليدية “البيانات، الجولات التفاوضية”، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى إطالة الصراع وسيستمر البرهان في المناورة لكسب الوقت وتجنب الضغط المباشر وسيضعف سجل بريطانيا الدبلوماسي في المنطقة إذا لم تتمكن من تحقيق اختراق ملموس في ملف بهذا الحجم، مؤكدة أن استمرار الحرب سيزيد من خطر التدخلات الخارجية غير المنظمة، مما يزيد من تعقيد المشهد.