ذات صلة

جمع

مخطط دموي في عدن.. الأمن يجهض خلية اغتيالات حوثية

في تطور أمني يعكس تعقيد المشهد في جنوب اليمن،...

تمزق داخلي.. كيف حوّل نقص التمويل صراع النفوذ داخل حزب الله؟

مع تدهور الاقتصاد اللبناني بشكل كارثي، ظهرت علامات واضحة...

الخيار الأصعب.. هل يؤدي الخلاف الأميركي– الإسرائيلي إلى جمود سياسي في غزة؟

في ظل تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول...

خلاف علني.. كيف تسعى حماس لتوحيد قنوات جمع التبرعات تحت إشرافها المباشر؟

منذ اندلاع الحرب في غزة، ازداد الاهتمام الدولي والعربي...

مخطط دموي في عدن.. الأمن يجهض خلية اغتيالات حوثية

في تطور أمني يعكس تعقيد المشهد في جنوب اليمن، أعلنت شرطة عدن إحباط واحد من أخطر المخططات التي كانت تستهدف قيادات عسكرية وأمنية في المدينة.

فالتحقيقات الأخيرة كشفت تفكيك خلية مرتبطة بمليشيات الحوثي، جرى إعدادها بعناية داخل مناطق سيطرة الجماعة، قبل دفعها إلى عدن لتنفيذ سلسلة عمليات اغتيال تهدف إلى ضرب الاستقرار الهش في المدينة.

وبحسب السلطات الأمنية، فإن عناصر الخلية تحركوا وفق خطة دقيقة تعتمد على التمويه والتسلسل المرحلي، ما يشير إلى مستوى متقدم من التنظيم والتدريب.

تفكيك الخلية.. بداية من دار سعد

انطلقت العملية الأمنية التي قادت إلى كشف الخلية من مديرية دار سعد شمالي عدن، بعد رصد تحركات مريبة لمجموعة من الأفراد الذين دخلوا المدينة خلال الأسابيع الماضية.

وتمكنت وحدات الشرطة من مداهمة مواقع وجود المشتبه بهم، لتعتقل عددًا منهم وتبدأ سلسلة من التحقيقات التي قادت إلى تفاصيل خطيرة تتعلق بتجنيدهم وتوجيههم من قبل قيادات حوثية.

وأكدت شرطة عدن، أن هذه العناصر جرى تدريبها في مناطق سيطرة الجماعة، وأنها وصلت بهدف تنفيذ هجمات نوعية تستهدف مسؤولين أمنيين وعسكريين بارزين.

تدريب عسكري مكثف في معسكرات سرية

تظهر المعلومات الأولية أن الخلية خضعت لبرنامج تدريبي متعدد المستويات في معسكرات سرية بمنطقة الحوبان شرق تعز.

وشملت التدريبات، استخدام الأسلحة الآلية، وإطلاق قذائف آر بي جي، وصناعة العبوات الناسفة كذلك التدريب على تشغيل الطائرات المسيرة، وهو ما يعكس استعدادًا لعمليات اغتيال معقدة أو هجمات واسعة النطاق داخل عدن.

كما كشفت التحقيقات، أن عناصر الخلية تلقوا تعبئة فكرية وعقائدية حوثية في صعدة وصنعاء وذمار، بهدف خلق ارتباط أيديولوجي يضمن ولاءهم الكامل وتماسكهم خلال تنفيذ العمليات.

أمجد خالد فرحان.. العقل المحرك

أشارت شرطة عدن إلى ارتباط الخلية بالإرهابي أمجد خالد فرحان، الذي وصفته بأنه المشرف المباشر على التخطيط والتمويل.

وتشير الأدلة إلى أن فرحان قدّم دعمًا ماليًا ولوجستيًا منتظمًا للعناصر، بما في ذلك، رواتب شهرية، ونفقات التنقل، وتأمين أماكن للإقامةكذلك توجيهات عملية لتحديد أهداف الاغتيالات.

وتقول المصادر: إن بعض عناصر الخلية عادوا إلى عدن بطرق ملتوية، حيث عمدوا إلى تسليم أنفسهم بشكل صوري للسلطات للحصول على غطاء أمني يسمح لهم بالتحرك بحرية داخل المدينة.

استراتيجية حوثية جديدة لزعزعة عدن

بحسب تحقيقات الشرطة، فإن الهدف المركزي للمخطط كان ضرب الاستقرار الأمني في عدن وإحداث صدمة سياسية وأمنية من خلال استهداف قيادات محسوبة على الأجهزة الرسمية.

ويبدو أن جماعة الحوثي تسعى، من خلال استهداف الجنوب، إلى توسيع رقعة نفوذها أو إرسال رسائل سياسية عبر عمليات نوعية تؤدي إلى خلق حالة ارتباك أمني.

وتعد هذه الخطوة امتدادًا لأسلوب الجماعة في العمل عبر خلايا نائمة تزرع في مدن بعيدة عن خطوط المواجهة المباشرة، وتتحرك وفق أوامر استخباراتية عالية الحساسية.

عدن تتجنب الفوضى.. والرسالة واضحة

يعكس إحباط هذا المخطط مستوى التنسيق الأمني المتقدم داخل المدينة، وقدرة الأجهزة الأمنية على قراءة السلوكيات المشبوهة مبكرًا، ما أدى إلى إفشال خطة كانت تُعدّ لمرحلة دامية في عدن.

وتشير مصادر أمنية إلى أن التحقيقات مستمرة مع العناصر المقبوض عليهم، وأن مزيدًا من التفاصيل قد تُكشف قريبًا عن شبكات دعم أخرى أو أهداف إضافية كانت ضمن قائمة الاغتيالات.