ذات صلة

جمع

الموساد داخل إيران.. الجبهة الرقمية تشتعل في الخفاء

في خضم تصاعد المواجهة بين طهران وتل أبيب، أعلن...

ناقصة دفاعية إسرائيلية.. هل تواجه تل أبيب عجزًا في صواريخ الاعتراض أمام هجمات إيران؟

وسط التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، تتزايد المخاوف...

رسالة واضحة.. لا مكان للإخوان في تونس الجديدة

في خطاب مباشر يحمل في طياته رسائل قاطعة، جدد...

ناقصة دفاعية إسرائيلية.. هل تواجه تل أبيب عجزًا في صواريخ الاعتراض أمام هجمات إيران؟

وسط التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، تتزايد المخاوف داخل الدوائر العسكرية في تل أبيب وواشنطن بشأن نقص حاد في صواريخ الاعتراض الإسرائيلية، لا سيما ضمن منظومة “آرو” (Arrow) البعيدة المدى، المصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي.

وهذا التراجع في المخزون يشكل تهديدًا مباشرًا لقدرة إسرائيل على الصمود أمام الضربات الإيرانية المتزايدة، التي باتت تشمل صواريخ من طرازات متطورة يصعب التصدي لها بسهولة.

واشنطن على علم مسبق.. والقلق يتصاعد

وفي تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، نُشر اليوم الأربعاء 18 يونيو، أكدت مصادر استخباراتية، أن إسرائيل تعاني من نقص فعلي في مخزون صواريخ “آرو” الاعتراضية، وهو ما يُضعف من قدرتها على التصدي لهجمات طويلة المدى، تحديدًا من إيران.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي، قوله: إن الولايات المتحدة كانت على دراية بمشاكل القدرات الدفاعية الإسرائيلية منذ عدة أشهر، وتعمل حاليًا على دعمها بأنظمة برية وبحرية وجوية لتعويض هذا النقص، دون الإفصاح عن تفاصيل الدعم المقدم.

“آرو 2” و”آرو 3”.. سلاح الردع الاستراتيجي المهدد بالنفاد

وتُعد منظومة “آرو” (Arrow Defense System) هي الطبقة العليا ضمن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، وتم تطويرها خصيصًا لمواجهة التهديدات الإيرانية الباليستية.

وتضم هذه المنظومة طرازين رئيسيين آرو 2 فعال ضد صواريخ متوسطة المدى داخل الغلاف الجوي، وآرو 3 قادر على اعتراض صواريخ بعيدة المدى خارج الغلاف الجوي، على مسافات تتجاوز 2400 كم.

ورغم أن تقارير الجيش الإسرائيلي تحدثت عن نسبة نجاح تراوحت بين 80 إلى 90% في اعتراض الصواريخ الإيرانية، إلا أن مسؤولين أقروا بأن “لا يوجد نظام دفاعي بنسبة نجاح 100%”، ما يعني أن بعض الصواريخ الإيرانية نجحت بالفعل في اختراق الدفاعات.

استنزاف منظومات الاعتراض.. والبدائل محدودة

وتشير المعطيات أن إسرائيل اعترضت خلال أسبوع أكثر من 500 صاروخ ومسيّرة، وهو معدل استهلاك مرتفع غير مسبوق، وضع منظومات مثل: “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”آرو” تحت ضغط كبير.

ووفقًا لمصادر عسكرية عبرية نقلتها صحيفة “هآرتس” وموقع “تايمز أوف” إسرائيل، فإن الأيام الأخيرة شهدت تراجعًا في فاعلية الاعتراضات الصاروخية، ليس بسبب خلل في التكنولوجيا، بل بسبب تآكل المخزون الصاروخي بشكل غير مسبوق، خاصة مع استخدام إيران لصواريخ متقدمة، بعضها من فئة “هايبرسونيك” يصعب اعتراضها بمنظومات الدفاع التقليدية.

وقدرت مصادر عسكرية، أن بعض بطاريات الدفاع تعمل حاليًا دون مخزون كافٍ، في ظل تأخر وصول الذخائر الجديدة، وارتفاع تكلفة الصاروخ الواحد إلى ملايين الدولارات.

الدعم الأميركي.. هل يكفي؟

ورغم إعلان واشنطن عن نيتها تعزيز المساعدة العسكرية لإسرائيل، خاصة عبر إرسال صواريخ باتريوت ومكونات دعم لأنظمة الدفاع الجوي، فإن الإجراءات اللوجستية المعقدة والتحديات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، قد تعيق تنفيذ هذا الدعم بالسرعة المطلوبة.

وتشير تقارير من بوليتيكو، أن البنتاغون يُراجع حاليًا إمكانية إرسال شحنة عاجلة من صواريخ “باتريوت” أو دعم إضافي لمنظومة “آرو”، لكنها لن تكون كافية لتغطية احتياجات إسرائيل في حال استمرت الحرب أكثر من أسبوعين.

وتشير التقديرات، أن تكلفة صاروخ واحد من نوع “آرو-3” قد تصل إلى 3 ملايين دولار، ما يجعل عملية إعادة التزويد الفوري مكلفة للغاية، خاصة مع الضغوط الاقتصادية المرافقة للحرب.

وبحسب تقارير لموقع بلومبرغ، فإن سلاسل التوريد الدفاعي تأثرت بالأزمة العالمية في النقل والتصنيع، وهو ما قد يؤخر إنتاج وتسليم دفعات جديدة من الذخائر الدفاعية، حتى من قبل الحليف الأميركي.

حرب الاستنزاف قد تكشف ظهر إسرائيل

لذا إذا استمرت المواجهة بالوتيرة الحالية، ومع الانخفاض الملحوظ في المخزون الدفاعي الإسرائيلي، فإن تل أبيب قد تجد نفسها مكشوفة أمام ضربات مستقبلية أكثر تعقيدًا.

ومع احتمال امتداد المواجهة إلى جبهات متعددة من لبنان وسوريا وحتى البحر الأحمر، فإن الحفاظ على منظومة دفاع صاروخي متماسكة بات أولوية استراتيجية عاجلة.

spot_img