ذات صلة

جمع

بين الحرب والمناخ.. نازحو اليمن في مواجهة الموت البطيء

بينما تنشغل الأطراف المتصارعة في اليمن بالحرب والسياسة، يخوض...

“طرابلس بعد غنيوة.. الدبيبة يُعيد رسم خريطة النفوذ في ليبيا”

في مشهد يعكس طبيعة التحالفات المؤقتة والمضطربة داخل المشهد...

ضغوط غير مسبوقة على إسرائيل وتلميحات بعقوبات.. هل تنجح في وقف حرب غزة؟

في تطور لافت، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو...

خامنئي يشكك في فرص نجاح المفاوضات النووية.. هل تمهّد إيران لفشل محسوب؟

أطلق المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تصريحات لافتة تُظهر...

تسريبات صادمة تكشف تورط نائب قائد وحدة عسكرية حساسة في تسليم خرائط ومعلومات سرّية لإسرائيل

في تطورٍ أمني يُعد الأخطر منذ سنوات في سجلّ الصراع بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، كشفت مصادر خاصة عن اختراق أمني بالغ الحساسية داخل صفوف الحزب، تمثل في اكتشاف ثاني شخصية قيادية تعمل لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، بعد أشهر من كشف العميل “محمد هادي صالح”.

وبحسب المعلومات، فإن “حمزة السبلاني”، المعروف داخل الحزب بلقب “الحاج حمزة”، والذي يشغل منصب نائب قائد وحدة “الأمكنة المركزية” – وهي وحدة متخصصة في البنية التحتية اللوجستية والتموضع القيادي – متورط بتقديم معلومات فائقة الخطورة لإسرائيل، ساهمت في استهداف وتصفية عدد من قادة الحزب في لبنان وسوريا.

خرائط وأسماء ومواقع.. “هدايا قاتلة” للموساد

وتفيد المصادر، بأن الحاج حمزة سلّم جهاز الموساد قاعدة بيانات حساسة تضمنت خرائط تفصيلية لمواقع قيادية وعسكرية سرّية، وبيانات شخصية وميدانية لعددٍ من القادة البارزين، ومواقع مستودعات استراتيجية للأسلحة والاتصالات.

وهذا الاختراق، وفقًا لمصدر أمني مطلع، سهّل للموساد تمرير معلومات استخبارية دقيقة للجيش الإسرائيلي، نُفذت بموجبها عمليات اغتيال نوعية، آخرها ما يُعرف بعملية “البيجر”، التي تم فيها تفجير منظومة إلكترونية زُرعت في موقع اجتماع قيادي لحزب الله، وأودت بحياة عدة شخصيات رفيعة.

العميل الثاني: من منشد ديني إلى جاسوس بـ 23 ألف دولار

ولكن الفضيحة لم تتوقف عند “الحاج حمزة”، إذ تؤكد نفس المصادر أن “محمد هادي صالح”، المعروف بأنه منشد ديني شهير ضمن فعاليات حزب الله، كان يعمل أيضًا مع الموساد، وقدم إحداثيات دقيقة لمواقع قيادية، أسفرت عن اغتيال عدة شخصيات أمنية بالحزب في ضاحية بيروت الجنوبية قبل عدة أشهر.

المفاجأة التي صدمت الدائرة الأمنية للحزب، بحسب أحد المطلعين، أن محمد هادي باع هذه المعلومات مقابل 23 ألف دولار فقط (نحو 86 ألف ريال سعودي)، ما دفع لجنة أمنية عليا لفتح ملف شامل لتفكيك شبكة العملاء المحتملين داخل الأجهزة الدينية والتنظيمية.

رحلة الهروب إلى باريس.. ونهاية غامضة

وبعد تصاعد الشكوك حوله، فرّ “الحاج حمزة” إلى باريس قبل أسابيع، لكن مصادر لبنانية ترجّح أن جهاز أمن الحزب تمكن من القبض عليه لاحقًا خلال زيارة سرية قام بها إلى بيروت مؤخرًا.

ولم يصدر أي بيان رسمي من حزب الله حتى اللحظة بشأن هذه التسريبات، لكن مصدرًا مقربًا من الدائرة الأمنية للحزب قال: إن “التحقيقات ما تزال جارية مع عدد من العناصر المرتبطين بالشبكة”.

اختراق استخباري خطير

ويرى مراقبون، أن هذا الاختراق – إذا ثبتت كافة تفاصيله – يُمثل ضربة استخبارية قاسية لحزب الله، ويطرح تساؤلات حول فعالية المنظومة الأمنية الداخلية في كشف العملاء قبل تنفيذ المهام، ومدى تغلغل الموساد داخل البنية التنظيمية للحزب، بما يشمل الأذرع العسكرية والدينية، وإعادة هيكلة وحدات التخطيط والعمليات لتفادي كارثة مماثلة.

ولفتوا، أن توقيت الكشف عن هذا العميل ليس بريئًا، فالموساد يستخدم هذا النوع من الضربات المعنوية والإعلامية في وقت تنشط فيه عمليات حزب الله في جنوب لبنان وسوريا، بهدف التشويش وضرب الثقة الداخلية.”

تداعيات ضخمة

وتعد وحدة “الأمكنة المركزية” التي كان يديرها الحاج حمزة واحدة من أخطر وحدات الحزب، وتتحكم في التموضع القيادي والمخابئ الاستراتيجية، وتشير تقارير أن بعض الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا استهدفت مواقع حددها العميل المزدوج بدقة.

لذا يُخشى أن يؤدي هذا الاختراق إلى موجة من التصفيات الداخلية أو حملات تطهير أمنية قد تمتد إلى قيادات سابقة في الحزب.

وتُظهر المعلومات المسربة، أن الاختراق الأمني داخل حزب الله لم يعد حادثًا عرضيًا، بل تحول إلى نمط عمل استخباراتي دقيق من جانب الموساد، يعتمد على اختراق الدوائر الداخلية بوسائل غير تقليدية، بما فيها التجنيد من داخل الوحدات العقائدية والدينية.

لذا قد تكون الأيام المقبلة حاسمة في مستقبل البنية التنظيمية لحزب الله، خصوصًا إذا قرر الحزب الكشف عن أسماء أخرى، أو تنفيذ حملة تطهير قد تُغيّر خريطته الداخلية.

spot_img