شن الجيش الإسرائيلي، ليلة أمس، هجومًا واسعًا على مناطق متعددة في قطاع غزة، أسفر – وفق مصادر فلسطينية – عن مقتل نحو 125 شخصًا، بينهم عشرات الضحايا في منطقة المواصي، ويأتي هذا الهجوم ضمن تصعيد عسكري متواصل منذ أشهر، في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
مقتل شقيق يحيى السنوار وأبنائه الثلاثة
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بمقتل زكريا السنوار، شقيق يحيى السنوار، القائد السابق لحركة حماس، خلال الغارة التي استهدفت منطقة النصيرات وسط قطاع غزة.
كما أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة من أبناء زكريا في الضربة ذاتها، ما يُعد ضربة معنوية كبيرة لعائلة السنوار التي تشكل نواة مركزية في قيادة حماس.
وفي سياق متصل، نقلت الهيئة عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (كاتس)، خلال جلسة استماع سرية للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن “جميع المؤشرات تشير إلى مقتل القيادي في حماس محمد السنوار”، غير أن الوزير أوضح أن هذه المعلومات “لا تزال غير مؤكدة حتى الآن”.
السنوار… العائلة والرمزية داخل حركة حماس
وتُعد عائلة السنوار من أبرز العائلات القيادية داخل حركة حماس، وقد لعب يحيى السنوار دورًا بارزًا في الذراع السياسية والعسكرية للحركة خلال العقد الأخير.
أما محمد السنوار، فيُعتقد أنه كان يشغل موقعًا قياديًا مهمًا في الكتائب المسلحة التابعة لحماس. ويعزز الحديث عن مقتله – في حال تأكد – من الرواية الإسرائيلية بشأن تقدمها في تقليص القيادة العليا لحماس.
استهداف مستمر للقيادات العليا
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد إسرائيلي ممنهج يستهدف شخصيات مركزية في حماس، سواء عبر غارات جوية دقيقة أو عمليات استخباراتية ميدانية.
ويُذكر، أن الجيش الإسرائيلي كان قد استهدف سابقًا مواقع يُعتقد أنها تؤوي قيادات عسكرية بارزة، بما في ذلك ضربة على محيط المستشفى الأوروبي شرق خان يونس، والتي ترددت أنباء حينها عن مقتل محمد السنوار فيها.
هل تُضعف هذه الضربات بنية حماس القيادية؟
ورغم استهداف عائلة السنوار، إلا أن مراقبين يؤكدون أن القيادة العسكرية لحماس تمتلك هيكلًا مرنًا وقادرًا على إعادة التنظيم، حتى مع فقدان بعض رموزه.
وتبقى فعالية هذه الضربات مرهونة بقدرة إسرائيل على تعقب القيادات الحركية والميدانية ومواصلة الضغط العسكري والاستخباراتي المتواصل.
