ذات صلة

جمع

الأردن يُحبط مخططات إرهابية خطيرة.. تصنيع صواريخ وتجنيد عناصر لتخريب الأمن الوطني

أعلنت دائرة المخابرات العامة الأردنية، الثلاثاء، عن إحباط سلسلة...

الأطفال دفعوا الثمن باهظًا.. كيف فتكت حرب السودان بأحلام الصغار في عامها الثالث؟

مع دخول الحرب السودانية عامها الثالث، أطلقت منظمات الأمم...

من صنعاء إلى مقديشو.. كيف أصبح الصومال هدفًا في تحذيرات ترامب للحوثيين؟

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا جديدًا “صارمًا” لجماعة...

حماس بين السلاح والسياسة.. بوادر تحوّل استراتيجي أم مناورة تفاوضية؟

كشفت مصادر في حركة “حماس”، اليوم الاثنين، أن الحركة...

من صنعاء إلى مقديشو.. كيف أصبح الصومال هدفًا في تحذيرات ترامب للحوثيين؟

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا جديدًا “صارمًا” لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، محذرًا من محاولاتهم التغلغل داخل الصومال، في منشور عبر منصته “تروث سوشال”، مساء الأحد، وقال ترامب: “سندعم الشعب الصومالي، الذي يجب ألا يسمح للحوثيين بالتغلغل بينهم… سنعمل للقضاء على الإرهاب وتحقيق الرخاء للصومال”.

وأرفق الرئيس الأمريكي السابق منشوره بمقطع فيديو لضربة جوية أمريكية استهدفت مجموعة من الأشخاص، دون تحديد الموقع أو الجهة المستهدفة. غير أن شبكة فوكس نيوز الأمريكية أشارت إلى أن الفيديو يعود لغارات سابقة على الحوثيين.

قصف أمريكي يستهدف صنعاء

وتحذير ترامب جاء بعد ساعات من إعلان جماعة الحوثي مقتل ستة أشخاص وإصابة 26 آخرين في غارات جوية نسبت للولايات المتحدة على مصنع “السواري” في أحد أحياء العاصمة اليمنية صنعاء، وأفاد مسؤول حوثي، بأن فرق الإنقاذ ما تزال تبحث عن ضحايا تحت الأنقاض، مع تأكيد أن العدد المعلن أولي، نظراً لوجود حالات حرجة.

وفي سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن القوات الأمريكية شنت عشر غارات إضافية استهدفت محافظات صعدة والبيضاء والحديدة.

وتأتي هذه الضربات ضمن الحملة العسكرية التي أطلقتها واشنطن في 15 مارس/آذار، لوقف الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر، والتي تزعم الجماعة أنها تأتي دعماً للفلسطينيين في الحرب الجارية على غزة.

لماذا ذكر ترامب الصومال؟

وأثار تصريح ترامب تساؤلات حول العلاقة بين الصومال واليمن، لا سيما في ظل تلميحه إلى خطر توسع الحوثيين في القرن الأفريقي، وأوردت صحيفة نيويورك تايمز، أن قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا أشار مؤخرًا أمام الكونغرس إلى وجود “مؤشرات على تواطؤ بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية”، وهي جماعة متشددة يُعتقد أن لها صلات بتنظيم القاعدة.

وفي تقرير لشبكة سي إن إن عام 2024، ذكرت الشبكة أن المخابرات الأمريكية رصدت نقاشات بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية بشأن تزويد الأخيرة بالأسلحة، وهو ما اعتبره مسؤولون أمريكيون تطورًا خطيرًا يهدد استقرار المنطقة.

أرض الصومال: موقع استراتيجي وتنافس أمريكي داخلي

وبعيدًا عن حركة الشباب، يبرز البعد الجغرافي للصومال كمحور استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، إذ تقع أرض الصومال الانفصالية على الساحل الجنوبي لخليج عدن، مقابل اليمن، وتضم ميناء بربرة ومهبط طائرات تعود إلى الحقبة السوفييتية، وهو ما يجعلها نقطة مراقبة بحرية حيوية.

وتكشف تقارير عالمية عن مفاوضات بين ممثلين من الصومال وأرض الصومال مع إدارة ترامب، تضمنت عروضًا لاستئجار المرافق الاستراتيجية مقابل دعم أمريكي للاعتراف الدولي بأرض الصومال كدولة مستقلة.

ووفق نيويورك تايمز، تفكر أرض الصومال في صفقة تشمل إقامة قاعدة عسكرية أمريكية تمتد على طول 500 ميل من الساحل، ما يمنح واشنطن قدرة رقابية كبرى في البحر الأحمر وخليج عدن، وسط تصاعد التوترات البحرية وهجمات الحوثيين المتكررة.

تنافس داخلي بين مقديشو وهيرغيسا

وفي المقابل، كشفت وكالة أسوشيتد برس عن رسالة بعث بها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى ترامب، يعرض فيها منح الولايات المتحدة حق الوصول الحصري إلى قواعد وموانئ عسكرية بحرية، أبرزها قاعدتا بربرة وباليدوجلي، وميناءا بربرة وبوساسو.

هذا التحرك أثار التوترات من جديد بين الحكومة المركزية في مقديشو وأرض الصومال، التي تعتبر بربرة جزءاً من أراضيها الانفصالية.

ترامب يعيد فتح ملف الوجود الأمريكي في القرن الأفريقي

وتجدر الإشارة إلى أن أول عملية عسكرية أطلقها ترامب عقب تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في يناير الماضي، كانت غارات جوية ضد مقاتلين في تنظيم “داعش” داخل الصومال، حسب موقع أكسيوس الأمريكي، مما يبرز أهمية هذه الساحة في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.

وما تزال وزارة الخارجية الأمريكية، بحسب فوكس نيوز، تدرس تصريحات ترامب الأخيرة بشأن العلاقة بين الحوثيين والصومال، دون إصدار بيان رسمي حتى الآن.

ويرى مراقبون، أن الولايات المتحدة قد تجد في أرض الصومال بديلاً استراتيجيًا عن جيبوتي، التي تحتضن قواعد عسكرية أمريكية وصينية وأوروبية، لا سيما في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية مع الصين، واستمرار تعطل الشحن في البحر الأحمر بفعل الهجمات الحوثية.

spot_img