ذات صلة

جمع

كاتب أمريكي بارز يحذر ترامب: قراراتك قد تنهي فترة رئاستك الثانية مبكرًا

في خطوة تحمل دلالات عميقة، تراجع الرئيس الأميركي دونالد...

وثيقة فرنسية تكشف آليات تمويل وتغلغل “الإخوان” في أوروبا

في ظل تصاعد المخاوف الأمنية في أوروبا، كشفت وثيقة...

ترامب يُجمّد المواجهة مع العالم ويشعلها مع بكين: هدنة مشروطة وحرب قادمة

في تحولٍ لافتٍ في لهجة التصعيد التجاري، أعلن الرئيس...

الأزمة الإنسانية في اليمن: تصاعد العنف وتفاقم المعاناة

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، عاد المشهد اليمني ليحتل واجهة الأزمات الإنسانية الأشد مأساوية في الشرق الأوسط، فقد أدت الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة ضد مواقع الحوثيين، إلى تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا، وسط تنديد دولي وتحذيرات من كارثة وشيكة تهدد ملايين المدنيين.

ضربات مكثفة والمدنيون يدفعون الثمن

ونفذت القوات الأمريكية سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء وصعدة خلال الأيام الماضية، بزعم الرد على تهديدات متزايدة ضد الملاحة في البحر الأحمر، لكن هذه العمليات، وفقاً لتقارير منظمات حقوقية، تسببت في سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وتدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك مدارس ومستشفيات.

أزمة متفاقمة: الغذاء شحيح والدواء مفقود

فيما تشير تقارير صادرة عن منظمات الإغاثة الدولية، مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة أطباء بلا حدود، إلى أن نحو 17 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في وقت تزداد فيه صعوبة إيصال المساعدات بسبب القصف وقطع الطرق.

كما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما يهدد حياة الآلاف.

هل تؤدي الغارات إلى حل أم تعقيد؟

ويرى محللون أن السياسة الأمريكية الحالية، رغم أهدافها المعلنة بردع الحوثيين، قد تسهم في تعقيد المشهد أكثر من حله، مؤكدين أن “استمرار التصعيد العسكري دون مسار سياسي واضح سيدفع ثمنه المواطن اليمني أولاً”، وأن “أي تدخل خارجي يجب أن يُرافق بتحرك دبلوماسي دولي يعيد إحياء المفاوضات”.

دعوات متزايدة لوقف النار واستئناف الحوار

وفي المقابل، تتزايد الدعوات من منظمات الأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف فوري لإطلاق النار واستئناف مفاوضات السلام برعاية دولية، كما طالبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بإجراء تحقيقات مستقلة في الغارات الجوية التي أوقعت ضحايا مدنيين، مشددة على أن “الأمن لا يمكن بناؤه على أنقاض المدنيين”.

جرائم موثقة بحق المدنيين

وفي موازاة الغارات الجوية، تتواصل انتهاكات جماعة الحوثي بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، وفقاً لتقارير أممية ومنظمات حقوقية مستقلة، فقد وثّقت تقارير استخدام الحوثيين للأحياء السكنية كدروع بشرية، ونشر منصات إطلاق صواريخ بالقرب من المستشفيات والمدارس، مما يعرض السكان لخطر الاستهداف المباشر.

كما أشار تقرير حديث لمنظمة العفو الدولية إلى تورط الجماعة في عمليات تجنيد قسري للأطفال واستخدامهم في جبهات القتال.

قمع داخلي وتقييد للحريات

ولا تقتصر انتهاكات الحوثيين على العمليات القتالية، بل تمتد إلى الحياة اليومية لليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فقد سجلت منظمات حقوق الإنسان حالات اختفاء قسري واعتقالات تعسفية لصحفيين وناشطين ومعارضين، فضلًا عن فرض قيود صارمة على حرية التعبير والإعلام.

وتواجه النساء والفتيات بشكل خاص قيودًا مشددة في الحركة والتعليم، في ظل سياسات تُفرض بقوة السلاح وتتنافى مع أبسط حقوق الإنسان.

وتدخل الأزمة اليمنية عامها العاشر دون أفق واضح لنهايتها، وسط تدخلات عسكرية متجددة وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية، ومع استمرار العنف، يبقى المدني اليمني هو الخاسر الأكبر في معادلة لا توازن فيها بين القوى المتصارعة، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا يعيد للسلام مكانه في بلد أنهكته الحروب.

spot_img