ذات صلة

جمع

النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان.. التحديات والآفاق

تُعتبر إيران لاعبًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، حيث تمتد...

غزة في خطاب الإخوان.. “دعم للمقاومة أم استثمار في الدم”؟

لطالما استخدمت جماعة الإخوان الإرهابية القضية الفلسطينية كأداة سياسية،...

سجون بلا نوافذ.. معاناة اليمنيات خلف قضبان الحوثيين

في زنازين مظلمة تختفي أصوات النساء بين جدران تعج...

النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان.. التحديات والآفاق

تُعتبر إيران لاعبًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، حيث تمتد نفوذها عبر العراق، سوريا، ولبنان من خلال دعمها لمجموعات مسلحة وسياسات إقليمية تهدف إلى تعزيز مصالحها، ولكن هذا النفوذ يواجه تحديات متزايدة في ظل التطورات الإقليمية والدولية.

العراق: النفوذ السياسي والعسكري

ففي العراق، تدعم إيران فصائل مسلحة وسياسية، مما يمنحها تأثيرًا كبيرًا على الساحة العراقية، ومع ذلك، يواجه هذا النفوذ تحديات، خاصة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للتدخلات الخارجية والمطالبة بالسيادة الوطنية.

ومن ناحيته، أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن جهود لإقناع الفصائل المسلحة المدعومة من إيران بإلقاء السلاح أو الانضمام إلى القوات الأمنية الرسمية.

وأشار حسين، أن وجود جماعات مسلحة خارج سيطرة الدولة أصبح غير مقبول، وأن الحكومة تسعى لإقناع قادة هذه الجماعات بالاندماج في القوات المسلحة الرسمية، وتأتي هذه الخطوة في ظل تغيرات كبيرة في المنطقة، بما في ذلك تراجع نفوذ الحلفاء الإيرانيين في غزة ولبنان وسوريا.

سوريا: الدعم المستمر للنظام

وفي سوريا، كانت إيران تقدم دعمًا حيويًا للنظام السوري خلال الحرب الأهلية، من خلال تقديم الدعم العسكري والاقتصادي، ولكن بعد سقوطه وتولي الإدارة السورية الجديدة واجه ذلك النفوذ تراجعا وتحجيما ضخما، ورغم ذلك تحاول طهران التسلسل تدريجيا لإحكام قبضتها مجددا.

وبعد انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، سحبت إيران معظم قواتها من سوريا، مما يمثل نكسة كبيرة لطموحاتها الإقليمية، ولكن وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين وعرب، عاد العديد من أفراد الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة إلى إيران أو انتقلوا إلى لبنان.

وهذا الانسحاب يضعف قدرة إيران على دعم حلفائها مثل حزب الله وحماس، ويعكس التحديات التي تواجهها في ظل الضغوط الخارجية والاضطرابات الداخلية.

لبنان: حزب الله كذراع إيراني

أما في لبنان، يُعتبر حزب الله الذراع الأقوى لإيران، حيث يمتلك نفوذًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا، ومع ذلك، يواجه الحزب تحديات داخلية، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية، بالإضافة إلى الضغوط الدولية المتزايدة.

وقدمت طهران دعمًا ماليًا وعسكريًا كبيرًا للحزب، مما مكّنه من تعزيز نفوذه في السياسة اللبنانية والتأثير على القرارات الوطنية، ومع ذلك، تشير التقارير أن الدعم الإيراني قد يتراجع بسبب الضغوط الاقتصادية والعقوبات الدولية، مما قد يؤثر على قدرة حزب الله على الحفاظ على نفوذه.

التحديات والآفاق المستقبلية

وتواجه إيران تحديات متعددة في سعيها للحفاظ على نفوذها الإقليمي، بما في ذلك الضغوط الاقتصادية نتيجة العقوبات، والتحديات الأمنية، والتغيرات في السياسات الدولية، فمستقبل هذا النفوذ يعتمد على قدرة إيران على التكيف مع هذه التحديات وتعديل استراتيجياتها بما يتناسب مع التطورات الإقليمية والدولية.

ومع ذلك، تستمر طهران في البحث عن سبل لتعزيز وجودها الإقليمي، سواء من خلال الدعم العسكري أو التغلغل السياسي، مما يجعل مستقبل نفوذها في الشرق الأوسط موضوعًا مفتوحًا على احتمالات متعددة.

ويبقى النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط موضوعًا معقدًا ومتعدد الأبعاد، مع تأثيرات تمتد عبر العراق، سوريا، ولبنان، حيث تتطلب التطورات الحالية مراقبة مستمرة لفهم ديناميكيات هذا النفوذ وتداعياته على المنطقة.