ذات صلة

جمع

مصر تطرح مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة.. بارقة أمل جديدة

في محاولة جديدة لإحياء جهود وقف إطلاق النار في...

تحالف الظل: كيف يُدرب الحشد الشعبي الحوثيين على حرب الطائرات المسيرة؟

كشف تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن وجود تنسيق...

الفتنة في عباءة التدين: تونس تُحبط أجندات الإخوان في رمضان

مع اقتراب شهر رمضان، يزداد الحديث عن محاولات جهات...

غزة بين نيران الحرب والخلافات السياسية.. المشهد يزداد تعقيدًا

مع استمرار القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، تتفاقم...

احتجاز رئيس بلدية إسطنبول: تصعيد سياسي أم تطبيق للقانون؟

أثار قرار محكمة تركية باحتجاز رئيس بلدية إسطنبول، أكرم...

مصر تطرح مقترحًا جديدًا لوقف إطلاق النار في غزة.. بارقة أمل جديدة

في محاولة جديدة لإحياء جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قدمت مصر مقترحًا يهدف إلى تهدئة الأوضاع المتوترة بين إسرائيل وحركة حماس، ويتضمن هذا المقترح خطوات متبادلة من الطرفين تتعلق بإطلاق سراح الرهائن والأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

تفاصيل المقترح المصري

وفقًا لمسؤولين مصريين نقلت عنهم وكالتا “أسوشيتد برس” و“رويترز”*، ينص المقترح على إفراج حماس عن خمسة رهائن أحياء، من بينهم مواطن أمريكي إسرائيلي، والتزام إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإطلاق إسرائيل سراح مئات الأسرى الفلسطينيين خلال هذه المرحلة.

مرحلة ثانية مشروطة

كما يتضمن المقترح أيضًا خطة زمنية لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع بضمانات أمريكية.

ووفقًا للمصادر الأمنية التي تحدثت لـ“رويترز”، ستطلق حماس سراح خمسة رهائن أسبوعيًا، وتبدأ إسرائيل بتنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد انتهاء الأسبوع الأول.

موقف الأطراف المعنية

وفيما يخص موقف حماس، أفاد مسؤول في الحركة بأنهم ردوا بإيجابية على المقترح المصري، دون تقديم تفاصيل إضافية.

بينما إسرائيل، فرغم دعمها لمقترحات تعديل الاتفاق لإطلاق سراح المزيد من الرهائن، إلا أنها رفضت استئناف اتفاق وقف إطلاق النار دون شروط إضافية.

التوترات الأخيرة

وشهد الأسبوع الماضي تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث شنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية المفاجئة على غزة، أسفرت عن مئات الضحايا الفلسطينيين.

وجاء هذا التصعيد بعد رفض إسرائيل استكمال تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، في وقت أصرت فيه حماس على الالتزام بالاتفاق الأصلي الذي يتضمن؛ الإفراج عن 59 رهينة، يُعتقد أن 24 منهم أحياء، وإطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، فضلا عن وقف إطلاق نار دائم، وانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.

دور الوساطة المصرية

وتلعب مصر دورًا محوريًا في الوساطة بين الطرفين، مستفيدة من علاقاتها الوثيقة مع كل من حماس وإسرائيل، بالإضافة إلى دعم دولي لمساعيها.

ويعزز المقترح المصري من فرص التوصل إلى اتفاق يُنهي التصعيد العسكري المتواصل.

كما تلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في دعم الجهود المصرية، سواء من خلال تقديم الضمانات اللازمة لإسرائيل أو الضغط السياسي لإنجاح الاتفاق.

وقد أبدت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تأييدها لأي مساعٍ تهدف إلى إنهاء التصعيد، مع التأكيد على ضرورة إطلاق سراح الرهائن وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.

التحديات أمام نجاح المقترح

ولكن رغم الإشارات الإيجابية من حركة حماس تجاه المقترح المصري، إلا أن هناك العديد من التحديات التي قد تعرقل تنفيذه، ومن أبرزها تعنت إسرائيلي حيث أبدت في السابق رفضًا لاستئناف اتفاق وقف إطلاق النار دون تعديل بعض بنوده، وتطالب تل أبيب بمزيد من الضمانات الأمنية قبل تنفيذ أي انسحاب عسكري أو الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

بالاضافة إلى ضمانات التنفيذ، حيث تتطلب المرحلة الثانية من المقترح المصري التزامًا من الجانبين، وهو ما قد يكون محل خلاف، خاصة في ظل غياب الثقة بين الطرفين، والضمانات الأمريكية المقترحة ستكون عاملًا أساسيًا في محاولة طمأنة إسرائيل للمضي قدمًا في الاتفاق.

كما أن الضغط الداخلي في إسرائيل، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطًا سياسية من اليمين المتطرف الرافض لأي اتفاق قد يُنظر إليه على أنه تنازل لحماس.

وفي المقابل، تواجه حماس تحديًا داخليًا في الحفاظ على دعم الفصائل الفلسطينية الأخرى، مع استمرار المطالبات بإنهاء الحصار على غزة بشكل دائم.

فضلًا عن أن الوضع الإنساني المتفاقم من استمرار التصعيد العسكري يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، لذا فنجاح المقترح سيعتمد على السرعة في إدخال المساعدات الإنسانية، والتي تمثل أولوية قصوى للمنظمات الدولية.

لذا في حال نجاح المرحلة الأولى من المقترح المصري، ستكون هناك فرصة حقيقية للدخول في مفاوضات أوسع تشمل، بحث وقف إطلاق نار دائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، والتوصل إلى تفاهمات طويلة الأمد بشأن المعابر وإدخال المساعدات.

أما في حال فشل المقترح، فمن المرجح أن يشهد قطاع غزة مزيدًا من التصعيد العسكري، مع استمرار المعاناة الإنسانية، ما يضع المزيد من الضغوط على الأطراف الدولية للتدخل وإيجاد حلول بديلة.