منذ اندلاع الأزمة السورية، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريًا في المشهد العسكري والسياسي داخل البلاد، حيث جاء تدخلها تحت ذريعة محاربة الإرهاب ودعم حلفائها المحليين.
ومع ذلك، شهدت السياسة الأمريكية تجاه سوريا تذبذبًا بين تعزيز وجودها العسكري والتخطيط للانسحاب، وفقًا للمتغيرات الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، كشفت تقارير حديثة عن أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بدأت إعداد خطط لانسحاب محتمل من سوريا، في خطوة تعكس إعادة تقييم واشنطن لدورها في المنطقة.
خطط جديدة للانسحاب
بحسب ما نقلته وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين، فإن البنتاجون يعكف حاليًا على وضع تصورات لانسحاب محتمل من سوريا، وهو ما يأتي في سياق توتر العلاقات الأمريكية مع بعض الأطراف الفاعلة في المنطقة.
وأوضح أحد المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية أن قائد القيادة الوسطى الأمريكية لعب دورًا في تشجيع “قوات سوريا الديمقراطية” قسد على التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية.
من جانبه، صرح مسؤول حكومي سوري أن دمشق ستعمل على تسوية القضايا العالقة بين “قسد” وتركيا، مما يعكس توجهًا نحو إعادة ترتيب المشهد الأمني والسياسي في شمال سوريا، في حال انسحاب القوات الأمريكية.
محاولات ترامب السابقة لسحب القوات
لم يكن الحديث عن الانسحاب الأمريكي من سوريا جديدًا، فقد سبق للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن أعلن عن رغبته في إنهاء التواجد العسكري هناك.
في عام 2018، أمر بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، وهو القرار الذي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط العسكرية والسياسية الأمريكية، وأدى إلى استقالة وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس، الذي اعتبر القرار متسرعًا وله تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي.
في الشهر الماضي، أفادت شبكة “إن بي سي نيوز” بأن مسؤولين أمريكيين كشفوا عن أن الإدارة الأمريكية تضع خططًا لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، في ظل تغير الأولويات الاستراتيجية لواشنطن في الشرق الأوسط.
التواجد العسكري الأمريكي في سوريا
وفقًا لتصريحات المتحدث باسم البنتاجون، باتريك رايدر، في 19 ديسمبر 2024، فإن عدد الجنود الأمريكيين في سوريا حاليًا يقدر بحوالي 2000 جندي، وليس 900 جندي كما كان يعلن سابقًا.
يأتي هذا التعديل في التقديرات وسط تقارير متزايدة عن إعادة تقييم واشنطن لوجودها العسكري هناك.
منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2014، كان الوجود الأمريكي هناك موضع جدل مستمر، سواء داخل الولايات المتحدة أو على الصعيد الدولي.
بينما تُؤكد واشنطن أن تواجدها يهدف إلى محاربة الإرهاب ودعم حلفائها المحليين، يرى آخرون أن هذا الوجود أصبح عبئًا سياسيًا وعسكريًا، مما يدفع الإدارات الأمريكية المتعاقبة إلى التفكير مرارًا في سحب القوات.