ذات صلة

جمع

حرائق لوس أنجلوس.. “كارثة بيئية واقتصادية تهز كاليفورنيا”

تشهد ولاية كاليفورنيا الأميركية واحدة من أسوأ كوارثها الطبيعية...

بمشاركة عربية ودولية ضخمة.. السعودية تستضيف مؤتمرًا لبحث مستقبل سوريا

تحتضن العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأحد، مؤتمرًا لمناقشة مستقبل...

جوزيف عون: أولويات بناء الدولة وأولى زياراته الخارجية إلى السعودية

في أول تصريحاته بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية اللبنانية، شدد...

لوس أنجلوس.. أجهزة الإطفاء تُحقق.. والوضع الاقتصادي في أزمة كبرى

أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في لوس أنجلوس، عن...

متجاهلة معاناة العمال.. سلطة السودان تلمّع صورتها في أمريكا بملايين الدولارات

يعاني السودانيون من أزمة ضخمة في رواتب العمال وتدهور...

حرائق لوس أنجلوس.. “كارثة بيئية واقتصادية تهز كاليفورنيا”

تشهد ولاية كاليفورنيا الأميركية واحدة من أسوأ كوارثها الطبيعية في التاريخ الحديث، حيث تستمر حرائق الغابات في مقاطعة لوس أنجلوس بالانتشار منذ اندلاعها قبل أيام.

وباتت هذه الحرائق تهدد الأرواح والممتلكات، وتحولت إلى كارثة بيئية واقتصادية كبرى، مع تسجيل خسائر هائلة.

حرائق مدمرة وخسائر بشرية ومادية

بلغت حصيلة القتلى حتى الآن 16 شخصًا، وفقًا لإعلان الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجلوس، بينما أُحرقت آلاف الهياكل، بما في ذلك منازل فاخرة وأحياء كاملة.

وتشير التقديرات الأولية، أن عدد المباني التي دُمرت أو تضررت تجاوز الآلاف، وسط غياب أرقام رسمية دقيقة حتى الآن.

وقال مسؤولو الإطفاء: إن حريق منطقة “باليساديس” يعد الأكبر والأكثر تدميرًا من بين الحرائق الأربعة الكبرى التي تشتعل حاليًا، حيث أتت النيران على 23,654 فدانًا، مع نسبة احتواء لم تتجاوز 11%. أما الحرائق الأخرى مثل: “إيتون” و”كينيث” و”هيرست”، فقد شهدت معدلات احتواء تراوحت بين 15% و80%.

أضرار اقتصادية غير مسبوقة

قدرت شركة “أكيوويذر” الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الحرائق حتى الآن بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.

وللمقارنة، تجاوزت خسائر إعصار “هيلين” الذي ضرب جنوب شرق البلاد في العام الماضي 225 مليار دولار.

النيران التي تأججت بفعل رياح “سانتا آنا” العاتية والجفاف الشديد، ما زالت خارج نطاق السيطرة، وهو ما يرجح تفاقم الخسائر مع استمرار انتشار الحرائق.

ولم تسلم المعالم التاريخية في لوس أنجلوس من هذه الكارثة.

ووفقًا لتقارير محلية، فقد دُمر “متحف الأرانب” في ألتادينا بالكامل، في حين نجا “منزل إيمز”، أحد أبرز معالم العمارة في القرن العشرين، من الحرائق بعد جهود استمرت لساعات.

أما “فيلا جيتي”، المتحف الفني الشهير عالميًا، فقد بقيت آمنة رغم تعرض بعض الأشجار والنباتات المحيطة بها للاحتراق.

وأفاد المركز اليهودي في باسادينا، أن حريق “إيتون” دمر حرم المعبد والمركز اليهودي، في حين تأثرت مناطق أخرى مثل “مسرح هوليوود بول” بأوامر الإخلاء المؤقتة.

ومع انتشار سحب الدخان السامة الناتجة عن الحرائق، أصدرت السلطات الصحية في لوس أنجلوس تحذيرات شديدة للسكان بضرورة البقاء في منازلهم، خاصة في المناطق الأكثر تأثرًا.

وقال الدكتور أنيش ماهاغان من إدارة الصحة العامة: “دخان حرائق الغابات يحتوي على مزيج من الجسيمات الصغيرة والغازات التي يمكن أن تسبب التهاب الحلق والصداع وأمراض الجهاز التنفسي”.

وأضاف: أن المناطق التي تظهر فيها رائحة أو أثر واضح للدخان تعتبر خطرة، داعيًا السكان لتجنب النشاطات الخارجية للحد من التعرض للهواء الملوث.

تركز فرق الإطفاء جهودها على حماية المجتمعات القريبة من “برينتوود” و”إنسينو” وغرب لوس أنجلوس، حيث تتحرك النيران من الساحل باتجاه الطريق السريع 405، أحد أكثر الطرق ازدحامًا في المنطقة.

ورغم الجهود المبذولة، تبقى السيطرة على النيران تحديًا كبيرًا بفعل الرياح القوية والجفاف.

وحرائق لوس أنجلوس تُعد اختبارًا صعبًا للجهود المحلية والوطنية في مواجهة الكوارث الطبيعية، مع تأثيراتها الممتدة من الخسائر البشرية إلى الأضرار الاقتصادية والبيئية.

ومع توقع استمرار الحرائق خلال الأيام المقبلة، تبقى الأولوية لحماية الأرواح والممتلكات، في ظل ظروف مناخية وجيولوجية لا ترحم.