في خضم التحولات الدراماتيكية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا، تسعى جماعة الإخوان الإرهابية لاستغلال الفوضى السياسية والصراعات الإقليمية لتحقيق مكاسب سياسية وأيديولوجية جديدة.
ومع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في ديسمبر 2024، وجدت الجماعة فرصة مواتية لإعادة بناء نفوذها في البلاد وتوسيع أنشطتها إقليمياً ودولياً.
محاولة اختراق المشهد السوري
بعد انهيار نظام الأسد، تحركت جماعة الإخوان سريعًا لتقديم نفسها كجزء من المعارضة المنتصرة، حيث ركزت جهودها على استغلال التحولات الجديدة لتحقيق عودة قوية إلى الساحة السياسية السورية.
عملت الجماعة على تشكيل تحالفات مع بعض الفصائل المسلحة والقوى السياسية بهدف الظهور كطرف قادر على توحيد الصفوف في مواجهة التحديات الداخلية.
ومع استقبال سوريا لعدد من العناصر المرتبطة بالجماعة، برزت مخاوف دولية وإقليمية من تحول البلاد إلى ملاذ آمن لعناصر الجماعات الإرهابية. صورة حديثة تُظهر لقاء أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، قائد “هيئة تحرير الشام”، مع محمود فتحي، أحد المطلوبين المصريين في قضايا الإرهاب، أثارت جدلاً واسعاً.
اللقاء، الذي حضره ياسين أقطاي، مستشار العلاقات الخارجية في حزب العدالة والتنمية التركي، أشار إلى وجود دعم ضمني للجماعة لاستغلال المشهد السوري لتحقيق أجنداتها الخاصة.
اعتمدت الجماعة على وسائل متعددة لتحقيق أهدافها، أبرزها نشر الدعاية المضللة واستغلال المنصات الرقمية لتأجيج الخطاب الشعبوي ضد الأنظمة الحاكمة. كما استخدمت المساعدات الإنسانية كغطاء للتغلغل في المجتمعات المحلية المتضررة.
ورغم هذه التحركات، تواجه الجماعة تحديات كبيرة، أبرزها زيادة الوعي الشعبي بدورها التخريبي، فضلاً عن الجهود الدولية المكثفة لمراقبة أنشطتها ومنع استغلالها للأحداث لتحقيق مكاسب سياسية.
النائب المصري مصطفى بكري عبر عن مخاوفه بشأن استقبال الجولاني لعناصر إرهابية معروفة، مشيراً إلى أن سوريا قد تتحول إلى مركز جديد لتجمع الجماعات المسلحة والإرهابية، وأضاف بكري أن منح الإقامة لما يُطلق عليهم “المقاتلين الأجانب” قد يؤدي إلى تحويل البلاد إلى قاعدة انطلاق للهجمات الإرهابية الموجهة ضد الدول المجاورة.
في ظل هذه التطورات، يزداد القلق من أن تحركات جماعة الإخوان في سوريا والمنطقة قد تؤدي إلى تعزيز حالة عدم الاستقرار، خاصة مع محاولاتها استغلال الفوضى لتحقيق مكاسبها السياسية.
ومع تزايد الانخراط الدولي في مراقبة أنشطتها، يبقى مستقبل الجماعة مرهوناً بقدرة الدول على مواجهة تحديات الإرهاب ومنع الجماعات المتطرفة من استغلال الأزمات لتحقيق أهدافها.