تسعى جهود مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لإجراء هدنة في غزة قبل تنصيب الرئيس في 20 يناير 2025، وتأتي هذه الجهود في وقت حساس، حيث يسعى فريق ترامب للضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة؛ مما يشير إلى تحول دبلوماسي في السياسة الأمريكية تجاه الأزمة.
وأشار مصدر خاص لرويترز، أن ويتكوف قام بزيارة كل من إسرائيل وقطر في أواخر نوفمبر 2024، حيث التقى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وتكمن أهمية هذه الزيارة في أنها تعكس محاولات ترامب لبدء جهود دبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط حتى قبل توليه منصبه رسميًا، بهدف تحقيق استقرار مؤقت في غزة والضغط على الأطراف المعنية لاستئناف المحادثات.
قطر وسيطًا رئيسيًا في المفاوضات
التعاون مع قطر يظهر بشكل خاص، حيث كانت قطر وسيطًا رئيسيًا في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، لكنها علقت دورها الشهر الماضي بسبب نقص الجدية من الطرفين.
وبحسب المصدر، من المتوقع أن يعود فريق مفاوضين من حماس إلى الدوحة قريبًا لإجراء جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة.
ويُظهر هذا الدور القطري المستمر رغبة في التوصل إلى اتفاق يضمن السلام في المنطقة على الرغم من التحديات السياسية.
العلاقات بين واشنطن وتل ابيب
من جهة أخرى، يعكس التوجه الأمريكي الجديد دعمًا لاستقرار غزة والمنطقة بشكل عام.
قال مسؤول أمريكي: إن فريق ترامب يتواصل مع المسؤولين في الشرق الأوسط بهدف دعم اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
إضافة إلى ذلك، التقى ويتكوف مع أسر بعض الرهائن الإسرائيليين، حيث ناقش معهم الجهود المبذولة لإبرام اتفاق قبل تنصيب ترامب، ما يوضح أن الولايات المتحدة قد تكون تستعد لتحمل دور قيادي في الوساطة.
ورغم أن ستيف ويتكوف، الذي يشغل منصب مبعوث ترامب، ليس لديه خبرة دبلوماسية سابقة، إلا إن علاقاته التجارية مع قطر ودول الخليج العربي قد تسهم في تسهيل هذه المفاوضات.
وفي غصون ذلك، تشير هذه الجهود إلى أن ترامب يسعى لتغيير ديناميكيات الشرق الأوسط بشكل تدريجي من خلال التركيز على تحقيق هدنة في غزة، والتي قد تمهد الطريق لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة بمجرد توليه منصبه.
ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس ايمن الرقب، ان جهود الهدنة في غزة قد يكون لها تأثيرات كبيرة على العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، خاصة في ظل الظروف الحالية والتحديات التي تواجه المنطقة.
وأضاف: أن الضغوط الأمريكية على إسرائيل، إذا كانت جهود الهدنة تتضمن ضغوطًا من واشنطن على تل أبيب لوقف أو تقليل العمليات العسكرية في غزة أو لفتح ممرات إنسانية، فقد تثير هذه الضغوط بعض التوترات.
وتابع: أن الولايات المتحدة قد تضغط من أجل تجنب المزيد من الضحايا المدنيين وتحقيق تقدم في الجهود الدبلوماسية، بينما قد ترى إسرائيل هذه الضغوط على أنها تقليص لحرية عملها العسكري ضد ما تعتبره تهديدات أمنية.