في ظل الحديث عن محاولات أمريكية لتهدئة الأوضاع في لبنان، رفعت إسرائيل من هجومها المكثف على الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب اللبناني وبعلبك، ورد في المقابل حزب الله بهجمات ضخمة، وسط مساعي لتطبيق القرار الأممي رقم 1701.
حزب الله يُخطط لإطلاق سراح المحتجزين
وفي وسط ذلك، يدرس حزب الله اللبناني المدعوم من إيران للضغط بكل طاقته من أجل السيطرة على الأوضاع في بيروت وعرقلة تلك المساعي الدولية، لذا كشفت تسريبات جديدة عن خطته لإطلاق سراح المحتجزين.
وقالت تسريبات إن حزب الله يخطط لإطلاق سراح مئات الموقوفين من تجار المخدرات والكبتاغون في السجون اللبنانية، وخاصة من ينتمون البيئة الحاضنة للحزب بحجة الظروف الأمنية والحرب.
وأضافت التسريبات أن حزب الله يريد بذلك إشعال الأوضاع في لبنان أكثر، وضم تلك المسجونين لصفوفه لزيادة قوته العسكرية في ظل الخسائر التي يتكبدها.
تعليمات صارمة لإخفاء الأسلحة
كما قالت تسريبات أخرى إن قادة الحزب أصدروا تعليمات صارمة بإخفاء أكبر كمية ممكنة من السلاح والعتاد في مناطق “بعيدة تمامًا عن الشبهات”، واعتماد “كل وسائل النقل المتاحة” للقيام بذلك في أسرع وقت.
وذكرت التسريبات أن ذلك يأتي استعدادًا لاحتمال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، إذ سيسلم الحزب جزءًا بسيطًا جدًا من مخزونه للجيش اللبناني، محتفظًا بالجزء الأكبر منه في “أماكن آمنة”.
وأوضحت أنه بالفعل بدأت عمليات تنفيذ ذلك على قدم وساق بمشاركة عدد من القوى التي تدور في فلك الحزب والتي لا تزال متمسكة بالاستقواء بهذا السلاح غير الشرعي.
كما تم تخصيص ميزانية كبيرة لتسهيل تنفيذ هذا المخطط في مناطق سنية تعاني من الفقر المدقع، وفي منطقة مسيحية يدين أحد زعمائها بالولاء التام لحزب إيران.
اتفاق هدنة في لبنان
أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، أن بلاده مستعدة لتطبيق القرار 1701، في إطار المساعي لنزع فتيل الأزمة التي تهدد الشرق الأوسط بحرب أوسع.
وقبل أسابيع أرسل وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رسالة إلى مجلس الأمن، دعا فيها إلى تطبيق القرار ذاته، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
كما شددت بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان(يونيفيل) أيضا على ضرورة إعادة الالتزام الكامل بتنفيذ القرار 1701، وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف على العودة للالتزام بتطبيق القرار بشكل كامل.
ما هو القرار رقم 1701؟
في أغسطس من عام 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701، الدّاعي إلى وقفٍ كامل للعمليات القتالية في لبنان، ووضع نهاية للحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان التي استمرت 34 يومًا حينها.
طالب القرار الأممي حزب الله بالوقف الفوري لكل هجماته ضد إسرائيل، كما طالب الأخيرة بالوقف الفوري لكل عملياتها العسكرية، وسحب كل قواتها من جنوب لبنان.
كما دعا القرار 1701 الحكومة اللبنانية إلى نشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل، وذلك بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي إلى ما وراء الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل).
ودعا القرار كذلك إلى إيجاد منطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي عتاد حربي أو مسلحين، باستثناء ما هو تابع للقوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل.
كما دعا إلى تطبيق بنود اتفاق الطائف، والقرارين 1559 و1680 بما في ذلك تجريد كل الجماعات المسلحة اللبنانية من سلاحها وعدم وجود قوات أجنبية إلا بموافقة الحكومة اللبنانية.