تشعل لبنان على وقع الهجمات العنيفة التي تشنها قوات الاحتلال على حزب الله المدعوم من إيران، حيث اتجهت أنظار العالم كله إلى تفجيرات البيجر، بعد أن أوقعت موجة جديدة من تفجيرات أجهزة اتصال تابعة لحزب الله في لبنان، الأربعاء، 20 قتيلا وأكثر من 450 جريحاً في أنحاء البلاد، وفق السلطات.
ويأتي هذا الهجوم غداة هجوم مماثل غير مسبوق نسبه الحزب إلى إسرائيل، وأوقع 12 قتيلا ونحو 3 آلاف جريح، حسب وزارة الصحة اللبنانية، في انفجارات أجهزة “بيجر” تابعة لحزب الله، واتهم حزب الله إسرائيل التي لم تعلق على الحادثين، بالوقوف وراء الانفجارات وتوعد بالرد.
وعلق عبدالرحمن الراشد، الإعلامي السعودي، ورئيس التحرير الأسبق لصحيفة الشّرق الأوسط ومجلة المجلة والمدير العام السابق لقناة العربيّة، على تلك الأحداث، عبّر سلسلة تغريدات على حسابه بمنصة إكس، لاقت رواجًا واسعًا.
ويرى الراشد، أن تداعيات الهجوم ضد آلاف من منسوبي حزب الله، جاءت لهدف الضغط على إيران وليس حسم المعركة، حيث إن طهران في حالة استنفار على جبهتين.
وأشار إلى أنه خارجياً، إرسال آلاف الأجهزة البديلة من وسائل الاتصال النداء واللاسلكي إلى حزب الله من مخازنها، استباقاً لأي هجوم اسرائيلي واسع، وداخلياً، من المتوقع أن تقوم بتعزيز تطبيقات أنظمتها السيبرانية وفحص ملايين الأجهزة المستخدمة في الاتصالات بغض النظر عن المصدر، بعد اتضاح اختراق النظم والخدمات، (مشتريات وتوزيع وصيانة)، وسهولة تزوير المصدر أو تطويعه.
وأضاف أن إيران دائماً ضحية لهجمات إسرائيل السيبرانية المتطورة، فقد شلت في السابق محطات الكهرباء والبنزين وسرقت بيانات حكومية، وحتى فيديوهات السجون والمستشفيات، ووصلت إلى عمق مخابئ شبكتها للتصنيع النووي، مضيفًا أن من أخطرها وقع هذا الشهر، عندما قامت عصابة مجهولة (الأرجح إسرائيلية) باختراق بنوكها المحلية، والحصول على بياناتها، وطلبت فدية، يقال عشرة ملايين دولار مقابل عدم نشرها على الملأ.
وتابع الإعلامي السعودي البارز: أكثر من أربعة آلاف قتلوا وجرحوا في عمليتي تقنية نوعية نفذتها إسرائيل ضد حزب_الله، باستخدام أجهزة النداء للاستقبال، وأجهزة اللاسلكي للإرسال، لذا فنحن في حروب التقنية لا الشجاعة، ومفهوم الصراع حضاريًا وليس تاريخياً.
واستطرد أن الهواتف، وأجهزة الاتصالات الأخرى، والكومبيوترات، والتلفزيونات، والسيارات الكهربائية، والدرونز كلها أسلحة محتملة. سيارة مثل تيسلا مسلحة بثماني كاميرات يمكن لمخترقها أن يرصد كل من في داخلها وخارجها، وحتى يمكنه “تهكيرها” من بلد بعيد، والسيطرة عليها وتحويلها لسلاح.
وأكد الراشد أن استخدام هواتف اللاسلكي وأجهزة النداء أسلحةً للقتل يوسع المسافة ويجعل من المستحيل كسب النزاعات بالحروب العسكرية، مشيرًا إلى أن جمال عبدالناصر كان يشتكي من التفوق الإسرائيلي قبل نصف قرن، واليوم المسافة صارت مضاعفة اليوم، ما يجعل فكرة التغيير بالقوة المسلحة شبه مستحيلة إن لم تكن ساذجة.