ذات صلة

جمع

الجيش الأميركي يستهدف منشآت تخزين أسلحة للحوثيين في اليمن.. تصعيد عسكري وتحولات استراتيجية

الضربات الأمريكية لمليشيات الحوثي تمثل جزءًا من استراتيجية معقدة...

دبلوماسية وعقوبات.. استراتيجيات احتواء التصعيد بين ” إسرائيل وإيران”

تعتبر دبلوماسية الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين،...

إسرائيل تعلن مقتل يحيي السنوار زعيم حركة حماس.. ما التفاصيل؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، منذ قليل، مقتل زعيم حركة حماس...

إسرائيل تعلن مقتل يحيي السنوار زعيم حركة حماس.. ما التفاصيل؟

أعلن الجيش الإسرائيلي، منذ قليل، مقتل زعيم حركة حماس...

ماذا نعرف عن منظومة الدفاع الإسرائيلية الجديدة “ثيرد”؟

تعتبر منظومة "ثيرد" الدفاعية الأمريكية من أبرز الأنظمة العسكرية...

معارك عنيفة على بوابات مدينة سنار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.. ماذا يحدث؟

شهدت مدينة سنار في الجزء الجنوبي لوسط السودان، هجومًا عسكريًا شنته قوات الدعم السريع، وذلك بعد يومٍ واحدٍ من إعلان بسط سيطرتها على منطقة جبل موية على الطريق الحيوي الرابط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار، و وسط هلع ومخاوف من تكرار سيناريو سقوط ودمدني المفاجئ.

و وقعت معارك واشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” على بوابات المدينة تركزت عند منطقة “كبري العرب” على بعد كيلومترات من منطقة (سنار التقاطع) المدخل الرئيس إلى المدينة، وسط هلع وإشاعات بسقوط المدينة في يد “الدعم السريع”، دفعت المواطنين إلى الخروج من منازلهم تأهبًا للنزوح.

وقالت مصادر عسكرية: إن الجيش تمكن من صد ووقف محاولة الميليشيات للتقدم إلى داخل مدينة سنار، فيما ما تزال المعارك مستمرة، لكن القوات المهاجمة بدأت بالتراجع، وكانت قوات “الدعم السريع” أعلنت أخيرًا سيطرتها على منطقة جبل موية الواقعة غرب مدينة سنار، على بعد 40 كيلومترًا منها.

فيما أصدرت لجنة أمن ولاية سنار برئاسة الوالي المكلف توفيق محمد علي بيانًا أكدت فيه استقرار الأوضاع بالمدينة عقب تصدي الجيش عصر أمس، لمحاولة التفاف فاشلة قامت بها مجموعة من سبع عربات قتالية من قوات “الدعم السريع” لتخفيف الضغط على قواتها في جبل موية.

ولفت بيان الوالي المكلف، إلى أن “هدف العملية كان إثارة البلبلة وعدم الاستقرار وسط المواطنين بإطلاق تلك المجموعة ثلاث طلقات مدفعية على بعض أحياء المدينة لإرباك حياة المواطنين”، مؤكداً أن “الجيش والمقاومة الشعبية طاردتا أفراد تلك المجموعة وقتلتهم جميعاً”، مستهجنًا ما وصفها بـ”الإشاعات المغرضة والمسمومة بسقوط المدينة”.

وقال رئيس المقاومة الشعبية بسنار مصطفى شوقي: إن “الهجوم دُحر والمدينة ما تزال صامدة بعد تصدي الجيش والمقاومة للهجوم الغادر”.

وبث شوقي رسائل صوتية من داخل مدينة سنار لطمأنة المواطنين الذين أصابهم الهلع نتيجة الإشاعات بدخول قوات “الدعم السريع” إلى المدينة وبدأوا مغادرة منازلهم والاستعداد للنزوح منها.

كما أكد المتحدث باسم “المقاومة الشعبية” عمار حسن الموجود داخل مدينة سنار، أن “المدينة آمنة ومستقرة وقوات الجيش ما تزال مرابطة، بعد أن تراجعت قوات “الدعم السريع”.

وغرد حسن – على حسابه بمنصة “إكس”-، “ستظل سنار عصية على هذه الميليشيات المتمردة التي أجبرها الجيش على التقهقر وهي تجرجر أذيال الهزيمة والخيبة تاركت أشلاءها وجثث مرتزقتها الهالكين”.
وتابع حسن: “قواتكم المسلحة والمرابطون والرماة على الجبل لم يغادروا أماكنهم أو يتراجعوا، فالقوات تقاتل بثبات وفدائية والعدو في تراجع وتقهقر والنصر حليفنا وموعدنا إن شاء الله”.

فيما قال مواطنون: إن معارك عنيفة تدور بين الجيش و”الدعم السريع” في منطقة “سنار التقاطع” على مشارف مدخل للمدينة الرئيس، وأن أصوات الرصاص والمناوشات سُمعت من اتجاه حي القلعة في المدينة، مما سبّب حالة من الذعر وسط المواطنين المتوجسين أصلاً منذ متابعتهم أنباء سيطرة “الدعم السريع” على منطقة جبل موية على طريق “ربك – سنار” الرابط بين ولايتي النيل الأبيض وسنار قبل يوم واحد.

وأشارت مصادر إلى أن مجموعة من قوات الميليشيات كانت قد تسلقت جبل موية وجبل سقدي ما زالت تقوم بعمليات قصف من هناك، يسعى الجيش لمطاردتها وطردها من داخل تلك الجبال بغرض تأمين طريق ربك – سنار قبل فتحه أمام حركة المرور.

واتهمت المصادر من سمتها الخلايا النائمة ببث الرعب وسط المواطنين عبر إشاعات كاذبة بسقوط المدينة، تزامنت مع محاولة القوة المهاجمة الدخول إلى المدينة.

وكانت قوات “الدعم السريع” أصدرت بياناً أكدت فيه سيطرتها على منطقة “جبل موية” على امتداد ولايتي سنار والنيل الأبيض واستلام 57 عربة وحرق 12 ومقتل وأسر مئات الجنود. وأضاف بيان الناطق الرسمي لـ”الدعم السريع”، بأنهم تمكنوا خلال معركتين من بسط سيطرتهم التامة على المنطقة.

وقال: “كبدت قواتنا العدو خسائر فادحة بلغت أكثر من 300 قتيل، وتم استلام 37 مركبة قتالية بكامل عتادها العسكري، إضافة إلى تدمير سبع مركبات قتالية”، وتابع البيان: أن القوات تصدت لهجوم معاكس من الجيش من ناحية مدينة سنار وطاردت قواته حتى المدخل الغربي للمدينة.

وقال الباحث العسكري إسماعيل يوسف: إنه “في حال كسب الدعم السريع معركة سنار، فإن ذلك سيفتح أمامه الأبواب نحو مدينة سنجة ومناطق جنوب إقليم النيل الأزرق حتى الحدود الإثيوبية، ومن ثم الولايات الشرقية لا سيما القضارف المحادة لإثيوبيا شرقاً.ىكما أن سقوط سنار سيعقد مهمة الجيش وخططه الخاصة بتحرير ولاية الجزيرة، فضلاً عن عزل ولاية النيل الأبيض عن شرق السودان، وبالتالي انقطاع تواصلها مع الحكومة المركزية في بورتسودان”.
وأوضح يوسف، أن “الهجوم على سنار يكشف اعتزام قوات الدعم السريع التوسع أكثر في الوسط الجنوبي الغربي للبلاد، بعد أن تمكنت من بسط سيطرتها على معظم أنحاء ولاية الجزيرة، والهيمنة على كامل المحاور الرابطة للبلاد، ومن ثم الانفتاح على الحدود الشرقية مع إثيوبيا شرقاً وجنوب السودان من جهة الجنوب”.

واستبعد أن تسقط مدينة سنار بذات سيناريو ود مدني لجهة الدرس الذي وعته قوات الجيش بجانب تعزيزاتها واستعداداتها المبكرة لمثل هذا الهجوم، لافتاً إلى أنه “في حال تمكنت قوات ’الدعم السريع’ من السيطرة فعلياً على مدينة سنار فإن ذلك سيقضي على أي آمال في نجاح الموسم الزراعي المقبل ويعزز احتمالات المجاعة، فضلاً عن أنه سيضع أكثر من مليوني شخص هم تعداد سكان الولاية في مواجهة مصير مظلم في ظل ما درجت عليه تلك القوات من عمليات استباحة وانتهاكات ما زالت مستمرة في ولاية الجزيرة المجاورة”.

وتقع مدينة سنار في الجزء الجنوبي من وسط السودان، وتعد حلقة الوصل الرئيسة التي تربط بين عدد من المدن الاستراتيجية في شرق وغرب البلاد وجنوبها لوقوعها على الطريق الرئيس الرابط بين مدينة سنار وعدد من المدن في ولاية النيل الأبيض، كما تشكل عمقاً مهماً لمناطق ولايات كردفان.

كما تقع في منطقة حيوية تضم مشاريع زراعية وإنتاجية شاسعة المساحة في مناطق الدالي والمزموم التي وفقاً لمراقبين ستضيق السيطرة عليها الخناق على عدد من المدن وعلى الفرق العسكرية الرئيسة في سنار وولاية النيل الأزرق المتاخمة، وتعني أيضًا التحكم بالمثلث الذي يضم مدن الدويم وكوستي والمناقل.

واندلعت الحرب السودانية بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ الـ15 أبريل (نيسان) 2023، في الخرطوم لكن نيرانها سرعان ما تمددت إلى إقليم دارفور وولايتي الجزيرة وسنار وسط البلاد، ثم جنوب كردفان وإقليم النيل الأزرق وتخوم ولاية نهر النيل، مهددة بجر البلاد إلى أتون حرب أهلية طويلة وشاملة قد تزعزع استقرار المنطقة بأكملها.

وتسببت الحرب في خسائر بشرية ومادية متعاظمة وموجة نزوح وتشريد ملايين المواطنين، هي الأكبر في العالم، بجانب ما خلفته من أزمة إنسانية كارثية ومجاعة تهدد أكثر من نصف السودانيين باتوا في حاجة ماسة إلى معونات غذائية عاجلة.

spot_img