رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها السودانيون، إثر اشتعال الحرب بين الجيش الوطني وقولت الدعم السريع منذ أكثر من عام، والتي تسببت في نزوح الآلاف من منازلهم، إلا أن بعض الأطراف الدولية تستغل تلك الظروف لمصالحها الخاصة، ومنهم إيران.
وظهر ذلك الاستغلال في زيارات قامت بها شخصيات إيرانية إلى مخيمات للاجئين السودانيين في تشاد، برفقة مسؤولين من حكومة عبد الفتاح البرهان، وهو ما كشفته مصادر بارزة.
وقالت المصادر نقلًا عن مسئولين في المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لبرنامج الأغذية العالمي، عن زيارات لشخصيات إيرانية إلى مخيمات للاجئين السودانيين في تشاد، برفقة مسؤولين من حكومة عبد الفتاح البرهان.
وتابعت، أن الشخصيات الإيرانية تم تقديمها خلال جولاتهم في مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد من جانب مسؤولين حكوميين سودانيين مرافقين لهم، على أنهم ممثلون لمنظمات وهيئات إغاثية إيرانية.
بينما لم يتم وصول أي إخطار لمنظمات الإغاثة واللاجئين المتواجدة في نطاق مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد، بهذه الزيارات من قبل، بحسب المصادر.
كما ذكرت أنه توجد تقارير تم إعدادها من جانب ممثلي برنامج الأغذية العالمي في تشاد حول هذه الزيارات التي تتكرر في الأسبوعين الأخيرين، ولم تتضح أي أهداف علنية لها تتعلق بالإغاثة أو تقديم أي دعم للمنظمات المتواجدة على الأرض هناك، وأن تركيزهم كان منصبًّا على التجول في عدد من المخيمات منها معسكرات في أقاليم سيلا، وداي، وادي فيرا، الواقعة في شرق وسط تشاد والجنوب الشرقي، بالمحاذاة مع غرب السودان.
وأشار إلى أن الشخصيات الإيرانية الممثلة لمنظمات إغاثية، بحسب ما أعلن مسؤولون سودانيون مرافقون عند زياراتهم، قاموا بجولات في أكثر من مخيم للاجئين، وتم رصد وتجميع معلومات من جانبهم تتعلق بسمات وأعراق وأعمار اللاجئين المتواجدين في هذه المعسكرات، وإمكانية إقامة مخيمات للاجئين في هذه المناطق.
ويأتي ذلك بينما من المفترض أن العمل على إقامة مخيمات للاجئين بهذا الشكل، تكون المفوضية الدولية للاجئين طرفًا في ذلك، ولكن لم يتم أي تواصل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من جانب المسؤولين السودانيين أو ممثلي المنظمات الإيرانية بخصوص هذا الشأن؛ ما يجعل من المتوقع أن يتم إعداد وتجهيز تلك المخيمات بمعزل عن أي جهة، وفقًا ما أوضحته المصادر.
فيما رفض المسؤولون الحكوميون السودانيون المصاحبون لممثلي المنظمات والهيئات الإغاثية الإيرانية إعطاء أي معلومات لممثلي برنامج الأغذية العالمي أو منظمة أطباء بلا حدود أو مفوضية اللاجئين عن هذه المنظمات أو دورها أو نشاطها أو سبب الزيارات المتعددة.
وفي مارس الماضى، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: إن أكثر من مليون شخص في تشاد، بينهم لاجئون، يواجهون فقدان إمكانية الحصول على المساعدات المنقذة للحياة ما لم يتم جمع المزيد من التمويل للمساعدة.
كما أفادت الأمم المتحدة، أنه من المتوقع أن تنفد المساعدات من مخيمات اللاجئين المكتظة شرقي تشاد؛ مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة الناجمة عن امتداد الحرب في السودان، وفي مخيمات اللاجئين شرقي تشاد، يؤدي نقص مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي إلى انتشار الأمراض الخطيرة.