تزايدت حوادث الإصابات الجماعية نتيجة الهجمات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة لتصبح ظاهرة شائعة في الحرب الحالية الدائرة في غزة.
ووفقًا لتصريحات سام روز، مدير التخطيط في وكالة الأونروا، فإن الهجمات العسكرية الإسرائيلية العنيفة تتسبب في إحداث دمار هائل وخسائر بشرية فادحة، مما يؤدي إلى تأزم الأوضاع الإنسانية داخل القطاع.
وجاءت تصريحات روز بعد القصف الذي استهدف مدرسة تابعة للأونروا في مخيم النصيرات، حيث سقط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال.
وقد أعرب روز عن استيائه الشديد من تلك الهجمات التي تستهدف المدنيين العزل والمرافق الإنسانية، مشيرًا إلى أنه يتعين على جميع الأطراف الاحترام الكامل للقوانين الدولية وحقوق الإنسان.
وأضاف روز أن الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ سنوات، تجعلهم عرضة للخطر بشكل أكبر، حيث يجدون أنفسهم محاصرين في مناطق مكتظة بالسكان تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية والحماية اللازمة.
وفي سياق متصل، أشارت السلطات الفلسطينية إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المنشآت الإنسانية والمدنية تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وتعتبر جرائم حرب بحق الإنسانية.
ودعت الجهات الدولية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين الفلسطينيين من المزيد من الأذى والخطر.
من جهتها، أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري في غزة وطالبت إسرائيل بضبط النفس والامتناع عن استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.
وأكدت على ضرورة العمل على إيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وقد تصاعدت حالة الطوارئ الإنسانية في قطاع غزة بشكل ملحوظ في أعقاب الهجمات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، حيث أفاد سام روز، مدير التخطيط في وكالة الإغاثة الأونروا، بأن حركة مليون شخص خلال ثلاثة أسابيع كانت لها “عواقب إنسانية وخيمة للغاية”.
وفي زيارته الأخيرة إلى المنطقة، لفت روز الانتباه إلى العدد الكبير من الأشخاص المصابين والمعاقين جراء الهجمات، حيث رصد العديد منهم يستخدمون عكازات وكراسي متحركة، وبعضهم فقد أطرافهم أو أصيبوا بجروح بالغة الخطورة.
وأوضح روز أن الوضع في بعض مناطق غزة بات “خارج السيطرة إلى حد كبير”، حيث يتم تكريس الجهود لتقديم المساعدات في ظل تصاعد القتال والدمار المدمر.
وتوقع روز أنه سيكون هناك “حساب نفسي” لهذه الأزمة على المدى الطويل، مع استمرار انتقال العائلات وتكرار تكيفها مع واقع الحياة المأساوي في ظل التوترات المستمرة.
وتجدر الإشارة إلى أن مدارس الأونروا، التي تعتبر مأوى للآلاف من النازحين الفلسطينيين، أصبحت مراكز للاجئين الهاربين من القتال، بعدما تم تحويلها إلى ملاذ آمن لتلك العائلات المتضررة من الصراع.
ورغم توفر بعض المرافق مثل الألواح الشمسية ومحطات معتحلية المياه في تلك المدارس، إلا أنها تواجه تحديات جسيمة في تقديم الخدمات الأساسية لهؤلاء النازحين في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.
كما تشير التقديرات إلى أن الآلاف من سكان رفح، واحدة من أكبر المدن في قطاع غزة، قد فروا من المنطقة بحثًا عن مأوى آمن، في حين تواصل الأونروا والجهات الإنسانية العمل على تقديم الدعم اللازم للمتضررين وتوفير الرعاية الطبية والإغاثة العاجلة للنازحين والمتضررين من الصراع الدائر في القطاع.
وفي وصفه لرحيل عشرات الآلاف من اللاجئين بين عشية وضحاها مع تزايد الهجوم الإسرائيلي على رفح، أوضح روز أن المشهد كان مأساويًا للغاية، حيث رأى النساء والأطفال يجلسون على جانب الطريق مع أمتعتهم المرتبة بجانبهم، وبينما ذهب الرجال للبحث عن مأوى آمن، بقيت النساء والأطفال ينتظرون المساعدة وسط الظروف القاسية.
وتابع قائلًا إن حجم المساعدات التي تصل إلى غزة لا يزال غير كافٍ بالمرة، حيث أصبح من الصعب جدًا إيصال المساعدات بسبب التصعيد العسكري وتحول الكثير من السكان إلى حالة من التنقل المستمر.
وأشار روز إلى أن إسرائيل يبدو أنها أعطت الأولوية للشاحنات التجارية عبر معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى تجميد الكثير من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية، مما يزيد من معاناة السكان المتضررين.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن الضغوط الدبلوماسية التي مارست على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات إلى غزة قد تبددت، مما يجعل الوضع الإنساني في غزة يتدهور بشكل متزايد، وختم روز حديثه بالتأكيد على أن الأمور في غزة أصبحت سيئة بشكل لا يصدق وبسرعة لا تصدق، حيث انتقل الناس من حالة استقرار نسبي إلى مرحلة خطيرة جدًا من ظروف المجاعة في وقت قياسي، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا لتخفيف معاناة السكان وتوفير الإغاثة اللازمة لهم.