ذات صلة

جمع

الحرس الثوري الإيراني.. شبح الإرهاب الإيراني يتمدد في أوروبا

لم تعد عمليات الحرس الثوري الإيراني تقتصر على الشرق...

دولة في الظل.. كيف أعاد الإخوان اختراق مفاصل الحكم عبر بوابة البرهان؟

في ظل تصاعد الأحداث في السودان، تتجه الأنظار نحو...

وسط التوترات الإقليمية.. ماذا تحمل زيارة ترامب للسعودية من رسائل وأهداف؟

في خضم تصاعد الأزمات الإقليمية، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد...

مقتله تسبب في اشتباكات عنيفة بطرابلس.. من هو عبد الغني الككلي “غنيوة”؟

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، خلال الساعات الماضية، اشتباكات عنيفة...

مأزق دبلوماسي صعب.. إسرائيل بين اختيارين: رفح أو العلاقات العربية

بينما تستعد إسرائيل لتنفيذ خطتها في اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، يبدو أنها ستقع في مأزق دولي ضخم وخاصة بالمنطقة العربية، إذ سيكون عليها الاختيار بين تنفيذ تلك العملية أو علاقاتها مع الدول العربية وفي مقدمتها السعودية.

وأكد الكاتب الأميركي توماس فريدمان أن رئيس الوزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه معضلة، مع وجود اتصالات لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، إضافة إلى التخطيط لعملية عسكرية برية في رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك في مقاله المعنون بـ”على إسرائيل أن تختار: رفح أو الرياض؟! في صحيفة نيويورك تايمز.

وتابع فريدمان: أن نتنياهو يواجه “أحد أكثر الخيارات المصيرية التي اضطرت إسرائيل إلى اتخاذها على الإطلاق”، موضحا أن قرار إسرائيل باقتحام مدينة رفح جنوبي غزة “لن يؤدي إلا إلى تفاقم عزلة إسرائيل العالمية، وسيزيد الانقسامات داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن” وفق تقديره.

وذكر الكاتب الأميركي، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، خيارات الحكومة الإسرائيلية، معتبرًا أن الخيار المضاد للهجوم على رفح هو “التطبيع مع السعودية، وقوات حفظ سلام عربية في غزة، وتحالف أمني بقيادة الولايات المتحدة ضد إيران”.

وأشار إلى أنه إذا كان نتنياهو عازمًا على اجتياح رفح في محاولة للقضاء على حركة حماس دون خطة للخروج وعدم وجود أي أفق سياسي من شأنه الدفع بحل الدولتين إلى الأمام، فقد يؤدي ذلك إلى “اتساع نطاق العزلة التي تعيشها إسرائيل عن العالم والمزيد من الصدوع في العلاقات بين إسرائيل وإدارة بايدن”.

ويرى الكاتب أن العلاقات مع السعودية، وتشكيل قوات حفظ سلام عربية وتحالف أمني تقوده الولايات المتحدة في المنطقة ضد إيران، “سوف يكون له ثمن مختلف يتضمن التزام الحكومة الإسرائيلية بالعمل في اتجاه دولة فلسطينية وسلطة فلسطينية، بالإضافة إلى دمج إسرائيل في التحالف الأمني العربي الإسرائيلي بقيادة أمريكية”.

ويعتبر الكاتب أن “هذا الخيار الصعب – بين أن تكون إسرائيل منبوذة عالمياً أو شريكاً في الشرق الأوسط –”، مشيراً إلى أنه “لا يوجد في دوائر السلطة والمعارضة داخل إسرائيل من يؤيد وقف إطلاق النار، لكن خارجها هناك الكثير من وجهات النظر التي أصبحت تؤيد بقوة وقف أي عمليات عسكرية على الأرض”.

وأكد أن من أبرز وجهات النظر هذه هي وجهة نظر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي “يرى على الأرجح أن إسرائيل لا تفعل شيئا في غزة في الوقت الراهن سوى قتل المزيد من المدنيين، وتنفير أصحاب الميل إلى التطبيع السعودي مع إسرائيل، وتجنيد المزيد من المقاتلين لدى تنظيمي القاعدة والدولة لإسلامية”.

كما يرى أن هناك طريقًا آخر يمكن أن يسلكه نتنياهو إلى خارج غزة، والذي تؤيده السعودية ومصر والأردن والبحرين والمغرب والإمارات، والذي يتضمن عدم اجتياح رفح والسماح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة.

وأضاف: أن هذا هو “الطريق الذي تؤيده الدول العربية والإدارة الأمريكية، ففي نهاية الأمر، تريد الولايات المتحدة أن تجمع بين إسرائيل والسعودية وغيرها من الدول العربية المعتدلة في هيكل أمني واحد لمواجهة خطر الهجمات الإيرانية”.

وأشار فريدمان إلى أن “هذا من شأنه أن يأتي بثمن مختلف: التزام حكومة (بنيامين نتنياهو) بالعمل نحو إقامة دولة فلسطينية مع سلطة فلسطينية يتم إصلاحها، ولكن مع ميزة دمج إسرائيل في أوسع تحالف دفاعي أميركي عربي إسرائيلي تمتعت به الدولة اليهودية إطلاقًا (…) يخلق على الأقل بعض الأمل في أن الصراع مع الفلسطينيين لن يكون حرباً للأبد”.

فيما حذر فريدمان، من سيطرة عقلية الانتقام وتحولها إلى سياسة لدى قادة الإسرائيليين، قائلا: “من الجنون المطلق أن إسرائيل قد دخلت الآن أكثر من ستة أشهر في هذه الحرب، وأن القيادة العسكرية الإسرائيلية، والطبقة السياسية بأكملها تقريبًا، سمحت لنتنياهو بمواصلة السعي لتحقيق النصر الكامل والانتقام هناك دون أي خطة خروج أو شريك عربي يصطف للتدخل بمجرد انتهاء الحرب”.

spot_img