ذات صلة

جمع

رصيف غزة.. هل اقتربت إدخال المساعدات إلى قطاع غزة؟

منذ أن بدأ الصراع في السابع من أكتوبر ويعاني...

انطلاق “القمة العربية” في البحرين.. وملفات شائكة على طاولة القادة

انطلقت في البحرين "القمة العربية" الثالثة والثلاثين، اليوم الخميس،...

هل تسعى إيران لتقديم تنازلات إلى هيئة الطاقة الذرية؟.. تطورات خطيرة

يبدو أن إيران غيرت عقيدتها النووية بالفعل بعد عدة...

هل توقف محكمة العدل الدولية إطلاق النار في غزة؟

نحو البحث عن آلية جديدة لوقف إطلاق النيران في...

تضم محور فلادلفيا.. تفاصيل بناء إسرائيل منطقة عازلة في رفح

منذ أن بدات الحرب في قطا غزة، وحددت إسرائيل...

بعد أكثر من عام على الحرب.. المجاعات تدق أبواب السودان

في ظل الأحداث الصعبة التي يشهدها العالم، تُهدد المجاعة جميع أنحاء السودان جراء الحرب الضروس التي تعيش على وقعها البلاد منذ أكثر من عام، بحسب تحذير أطلقته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو”.

وحذّرت الأمم المتحدة من أن “التحرك الآن أمر مُلح” في السودان حيث يقترب موسم البذر، فيما باتت العديد من المزارع مهجورة إثر “أكبر أزمة نزوح في العالم” نجمت عن الحرب المستمرة منذ عام.

كما أكد مدير مكتب الطوارئ والصمود التابع لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) رين بولسن أن “الوضع حرج بصفة خاصة في دارفور (غربًا) وفي كردفان (جنوبًا)”.

وتابع مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي رو أن كمية الغذاء المتوافرة في دارفور، حيث يعيش ربع الـ48 مليون سوداني، “أقل بنسبة 78% على الأقل عما كانت عليه العام الماضي”.

كما أصبح قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية والاغتصاب والنهب والتهجير القسري والقرى المحروقة جزءًا من الواقع اليومي للسودانيين، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وفي مطلع مارس، حذّر برنامج الأغذية العالمي كذلك من أن الحرب في السودان “يُمكن أن تتسبب بأكبر أزمة جوع في العالم”، ولم يعد القطاع الزراعي، الذي كان يوفر أكبر عدد من فرص العمل في البلاد، ويعد مخزن حبوب إفريقيا، سوى أراضٍ محروقة، لذا أوضح إدي رو أن “60% من السودانيين يعتمدون على الزراعة لكسب الرزق، ولكن مع نشوب الحرب هجرت عائلات عديدة مزارعها”.

بينما في ولاية الجزيرة المعروفة بخصوبة تربتها، خرج 250 ألف هكتار من الأراضي الزراعية من الخدمة، ما أدى إلى انخفاض بنسبة 70% في إنتاج السودان من القمح الذي كان يبلغ 800 ألف طن سنويًا.

وفي مختلف أنحاء البلاد، لا يزال 37% فقط من الأراضي مزروعة، وفق مركز الأبحاث “فكرة”، بسبب هذه الأوضاع، لذا يخشى رو من أن السودان في “سباق مع الزمن” لأن موسم الحصاد يبدأ في أبريل/ نيسان، وهذا العام “لدينا 41% أقل من الغذاء عن العام الماضي”.

وذكر أن موظفي منظمات الإغاثة الإنسانية يتمكنون بالكاد من مساعدة “خمسة ملايين سوداني ينامون مساء كل يوم وهم جوعى” بسبب صعوبة التنقل ونقص التمويل، موضحًا أن الاستحقاق المقبل هو شهر مايو الذي “يتعين أن نوفر خلاله للمزارعين الإمدادات الزراعية” التي يحتاجون إليها من أجل بدء موسم البذر في يونيو، في إشارة إلى البذور وعلف الحيوانات الذي توزعه منظمته.

وأكدت مديرة برنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، أن المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت الى نزوح 8 ملايين شخص، “تهدد حياة الملايين، كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها”، مضيفة: “قبل 20 عامًا، شهد إقليم دارفور أكبر أزمة جوع في العالم، ووحّد العالم (آنذاك) جهوده لمواجهتها، لكن السودانيين منسيون اليوم”.

وتابعت ماكين: أنه ما لم يتوقف العنف “فقد تخلف الحرب في السودان أكبر أزمة جوع في العالم”، فضلًا عن أن أقل من “5 في المائة من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة” في الوقت الراهن.

فيما أفادت منظمة أطباء بلا حدود، أن “طفلًا يموت كل ساعتين” بمخيم زمزم للاجئين في دارفور.

وفي جنوب السودان، حيث لجأ 600 ألف شخص هربًا من الحرب، إذ “يُعاني طفل من كل 5 أطفال في مراكز الإيواء عند الحدود من سوء التغذية”، حسب ماكين.

ويشتعل القتال في السودان بين قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو، الذي يتواجه في حرب مع الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، منذ 15 أبريل 2023، وأصبح قصف المدنيين وتدمير البنى التحتية والنهب والاغتصاب والتهجير القسري وإحراق القرى، من الممارسات اليومية التي يتكبدها 48 مليون سوداني، وفق وكالة فرانس برس.

ويُعاني 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث صار 5 ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين يعاني العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.

وخلفت الحرب أكثر من 13 ألف قتيل و10 ملايين نازح، ودمارًا هائلًا في البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة وخسائر اقتصادية قدرت بنحو 120 مليار دولار، وقد دمّرت الحرب عشرات الآلاف من منازل سكان الخرطوم والمئات من المنشآت المدنية الحيوية والتاريخية بما في ذلك جسور ومتاحف ومنشآت بنية تحتية ومباني وزارات وبنوك وجامعات وغيرها، واعتبر مراقبون أن الدمار الكبير الذي لحق بالخرطوم ومناطق أخرى في البلاد يزيد من الأعباء الاقتصادية والمالية المترتبة على الحرب.

spot_img