هجومًا في موسكو أودى بحياة 137 شخصًا بجانب الجرحى في قاعة للحفلات الموسيقية أثار بشكل كبير مخاوف العالم من حركة داعش الإرهابية، خاصة في القارة الأوروبية والتي تتنامى في داخلها بشكل ملحوظ.
ومؤخرًا بدأ ظهور تنظيم “داعش خراسان” وسط سعي أوروبي لتشديد الإجراءات الأمنية، وتنشيط أجهزة الاستخبارات لجهودها في ردع تلك الخطط الإرهابية.
وقد عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشكل صريح عن مخاوفه، وقال: إن جماعة “داعش خراسان” التي تقف وراء إطلاق النار في موسكو حاولت أيضًا ارتكاب عدة أفعال في فرنسا في الآونة الأخيرة، وتم الإفصاح مؤخرًا عن منع عمليات إرهابية في فرنسا.
وعلى وقع ذلك، قررت السلطات الفرنسية رفع مستوى التأهب الأمني إلى القصوى كإجراء احترازي، في الوقت الذي قال رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال: إن باريس رفعت تحذيرها من “الإرهاب” إلى أعلى مستوياته “في ضوء إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن هجوم موسكو والتهديدات التي تلقي بظلالها على بلادنا”.
وتعود أسباب تهديد “داعش خراسان” لأوروبا، ومدى نجاح دولها في إحباطها في مراحل التخطيط لها قبل التنفيذ الفعلي، في الوقت الذي يعتقد مراقبون أن فرنسا تأتي في مقدمة الدول الأوروبية التي يستهدفها التنظيم، ولذلك لجأت إلى رفع مستوى التأهب الأمني، بينما وضع التنظيم نصب عينيه مهاجمة أهداف في أوروبا وخارجها.
وقام تنظيم “داعش خراسان” بتوسيع عملياته في السنوات الأخيرة، مع شن ضربات عبر الحدود داخل باكستان وعدد متزايد من المحاولات في قلب أوروبا، حيث جرى إحباط معظم تلك الهجمات قبل وقوعها، مما دفع المخابرات الغربية إلى تقييم أن المجموعة ربما تكون قد وصلت إلى الحدود المميتة لقدراتها.
في يوليو الماضي، نسقت ألمانيا وهولندا اعتقالات استهدفت 7 أفراد من الطاجيك والتركمان والقرغيز المرتبطين بشبكة داعش-خراسان الذين يشتبه في تخطيطهم لهجمات في ألمانيا، كما ألقي القبض أيضًا على 3 رجال في ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية، بسبب خطط لمهاجمة كاتدرائية كولونيا ليلة رأس السنة الجديدة 2023، مع مداهمات أسفرت عن 3 اعتقالات أخرى في النمسا، وواحد في ألمانيا يوم 24 ديسمبر الماضي للاشتباه في دعمهم لـ”داعش خراسان”.