بعد أن فشلت مساعي التوصل إلى هدنة بين حركة حماس وإسرائيل قبل شهر رمضان في قطاع غزة، انتشرت تسريبات بشأن خلافات وآراء متضاربة بين زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة.
وتوجد خلافات وآراء متضاربة بين زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة بشأن المطالب التي يجب تقديمها في مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع، وفق ما كشفته صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلًا عن مسؤولين مطلعين، الذين أكدوا أن “لدى السنوار وهنية آراء ومواقف متضاربة”.
وذكر مسؤولون مطلعون على المناقشات أن يحيى السنوار، الذي كان منعزلًا – إلى حد كبير – عن المحادثات حتى وقت قريب، يُطالب إسرائيل بالالتزام بمناقشة وقف دائم للقتال، مما يضعه على خلاف مع قادة حماس الآخرين.
وتابعوا أن “السنوار يعتقد أن حماس لها اليد العليا حاليًا في المفاوضات، ويدفع من أجل تضمين وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة”.
فيما قال مسؤولون عرب وإسرائيليون، إنهم يخشون من تقويض “السنوار عمدًا المحادثات على أمل أن يحشد الدعم الشعبي العربي لحماس خلال شهر رمضان، مما يؤدي إلى تصعيد التوترات في الضفة الغربية والقدس”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية نقلًا عن مسؤول في حماس ومسؤولين مصريين أن قطر هدّدت بطرد مسؤولي حماس من الدوحة إذا فشلوا في إقناع قادة الحركة في غزة بالموافقة على صفقة.
وتابعوا أن السنوار وضع مطالبه على خلاف مع إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطر، والذي يقود المحادثات مع المسؤولين القطريين والمصريين، إذ كان هنية على استعداد لقبول وقف القتال لمدة ستة أسابيع لتقديم بعض الراحة لسكان غزة الذين يبلغ تعدادهم 2.3 مليون نسمة، في حين يستغل ذلك الوقت لاستكشاف إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل.
وسبق أن كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، اعتزامه مواصلة الحملة العسكرية في غزة، وقالت إسرائيل إن هدفها هو تدمير حماس، وإن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون مؤقتًا.
ويسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع إلى التوصل لهدنة لمدة ستة أسابيع في غزة قبل رمضان، بما يتيح الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأمس الخميس، توقفت المفاوضات بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل حول صفقة تبادل رهائن في قطاع غزة قد قلّص لدرجة كبيرة آمال وقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان، إذ إن نقطة الخلاف الرئيسية في المفاوضات تراوح مكانها لأسابيع، ونسبت الصحيفة لمسؤول إقليمي لم تسمّه القول، بأن حماس رغبت في أن تلتزم إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار سواء الآن أو بعد ثلاث مراحل من تبادل الرهائن، وأن إسرائيل وبدعم أمريكي رفضت مطلب حماس، مفضلة التركيز على مفاوضات تبادل الرهائن، مضيفًا: “إسرائيل طلبت التركيز على اتفاق للمرحلة الأولى فقط من صفقة تبادل الرهائن”.
فيما قال سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس: إن إسرائيل “أفشلت” كل جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن إسرائيل ترفض مطالب حماس “بوقف العدوان والانسحاب وضمان حرية دخول المساعدات وعودة النازحين”.
كما أعلنت حكة حماس أن وفدها غادر القاهرة، بينما تستمر محادثات وقف إطلاق النار في غزة لحين التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وجاء في بيان الحركة “غادر وفد حركة حماس القاهرة للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية لشعبنا”.
وكانت حركة حماس قد أعلنت، الأربعاء، أنها ستواصل المفاوضات رغم التعثر الذي واجهته المباحثات في القاهرة، وقالت في بيان، إنها ستواصل التفاوض عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويسعى الوسطاء المصريون والقطريون والأمريكيون منذ أسابيع إلى التوصل لاتفاق على هدنة في الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر، ويفترض أن تشمل الهدنة إطلاق رهائن محتجزين في غزة مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، وينصّ الاقتراح الذي تقدّمت به الدول الوسيطة على وقف القتال لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح 42 رهينة محتجزين في غزة في مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
واشترطت حماس وقف إطلاق النار بشكل كامل ودائم، فضلًا عن عودة النازحين إلى شمال القطاع، وتكثيف إدخال المساعدات، بينما تعارض إسرائيل هذا المطلب.
وكان آخر اتفاق لتبادل الأسرى بين الجانبين قد عُقد في أواخر نوفمبر الفائت، وأفضى حينها إلى الإفراج عن 105 أسرى إسرائيليين ممن احتجزتهم حماس يوم السابع من أكتوبر، مقابل إطلاق سراح نحو 240 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، بينما لا يزال 130 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، يُعتقد أن 30 منهم لقوا حتفهم، حسب التقديرات الإسرائيلية.
ومنذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 30800 فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 72298 وِفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس.