تصاعدت حدة الخلاف باليمن بصورة مُقلقة بعد أن أصاب الحوثيون السفينة الأمريكية “ترو كونفيدنس”، إذ توعدت أمس الولايات المتحدة بمحاسبة الجماعة اليمنية لتسارع بعد ساعات معدودة لتنفيذ وعودها بشن ضربات قاسية ضد الحوثي.
وأعلن الجيش الأمريكي شن ضربات جديدة نالت من قدرات جماعة الحوثي العسكرية في اليمن، وقال بيان للقيادة المركزية للجيش الأمريكي إنه نفّذ ضربات وصفها بأنها “دفاع عن النفس”، استهدفت 4 صواريخ كروز متنقلة مضادة للسفن وطائرة مسيّرة، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وأكد الجيش الأمريكي: “أسقطت قوات القيادة المركزية الأمريكية 3 طائرات مسيّرة انطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه خليج عدن”، وأضاف: “يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا للبحرية الأمريكية والسفن التجارية”.
وأيضًا أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أنها قصفت مسيّرتين في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن، وقالت إنهما “شكلتا تهديدًا للسفن التجارية ولسفن البحرية الأمريكية في المنطقة”.
كما أفادت وسائل إعلام حوثية بقصف الولايات المتحدة وبريطانيا بعض الأهداف الحوثية بمنطقة رأس عيسى في الحديدة اليمنية، إذ قالت قناة (المسيرة) التابعة للحوثيين، إن الولايات المتحدة وبريطانيا شنتا غارتين على منطقة رأس عيسى في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة في غرب اليمن.
وتوعّدت الولايات المتحدة بـ”محاسبة” جماعة الحوثي اليمنية على ضربة استهدفت ناقلة بضائع أسفرت عن سقوط قتيلين، يرجّح بأنهما أول شخصين تودي هجمات الحوثييين على السفن بحياتهما، وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين “سنواصل محاسبتهم. ندعو الحكومات حول العالم للقيام بالأمر ذاته”.
وألحق الصاروخ الحوثي “أضرارًا كبيرة” في السفينة المملوكة لليبيريا والتي ترفع علم باربادوس، وفق مسؤول عسكري أمريكي، وأضاف المصدر أن “طاقمها بلّغ عن قتيلين على الأقل وستة جرحى من أفراد الطاقم وهجر السفينة”، وذكر المسؤول أن الصاروخ هو الخامس المضاد للسفن الذي يطلقه الحوثيون المدعومون من إيران في غضون يومين، مشيرًا إلى أن اثنين (بما فيهما الأخير) طالا سفينتين تجاريتين بينما أسقطت مدمرة أمريكية ثالثًا.
كما أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية عن حصيلة جديدة لقتلى الهجوم الحوثي على سفينة قرب باب المندب، مرفقة صورًا للسفينة “ترو كونفيدنس” التي أصيبت في الهجوم.
وقبل تلك الحوادث، جاءت تصريحات على لسان مسفر النمير وزير الاتصالات في حكومة جماعة الحوثي اليمنية غير المعترف بها دوليًا، يوم الإثنين الماضي، اعتبر فيها أن على السفن الحصول على “تصريح من هيئة الشؤون البحرية” التي يسيطر عليها الحوثيون قبل دخول المياه الإقليمية اليمنية.
وجدير بالذكر أنه منذ 19 نوفمبر، نفّذت جماعة الحوثي المدعومة من إيران أكثر من 60 هجومًا بالمسيرات والصواريخ على سفن تجارية في هذا الممر الملاحي المهم دوليًا، زاعمة أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانيها، وذلك دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد حربًا إسرائيلية عنيفة منذ 7 أكتوبر، إذ أجبرت تلك الهجمات شبه اليومية الشركات على التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول إفريقيا.