في الثامن من أكتوبر استيقظ الشعب اللبناني على دخولهم في أعمال قتالية كبرى ما بين حزب الله بجنوب لبنان وإسرائيل، تحت ذريعة ما حدث في 7 أكتوبر بقطاع غزة والحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، حيث يعاني سكان جنوب لبنان من القصف الإسرائيلي وهو ما استدعى نزوح مئات الآلاف من الجنوب.
ومؤخرًا، يضع حزب الله المدعوم من إيران المناوشات في صلب التصعيد مع الجيش الإسرائيلي الذي يشن هجمات مكثفة على أهداف لقيادات حزب الله وحركة حماس الفلسطينية بجنوب لبنان، وكذلك استهداف قيادات الحرس الثوري الإيراني المتواجدين بجنوب لبنان.
ويسعى العالم حاليًا إلى مرحلة الهدوء ما بين جميع الأطراف المتنازعة خاصة حزب الله وإسرائيل حتى لا تتسع دائرة الحرب التي بدأت في أكتوبر من 2023، حيث قدمت فرنسا اقتراحا مكتوبًا إلى بيروت يهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
ودعت فرنسا المقاتلين، بما في ذلك وحدة النخبة التابعة لحزب الله، إلى الانسحاب مسافة 10 كيلومترات من الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بهدف إنهاء القتال بين جماعة حزب الله، المتحالفة مع إيران، وبين إسرائيل عبر الحدود، حيث يجري القصف المتبادل بالتوازي مع الحرب في قطاع غزة وأثار مخاوف من حدوث مواجهة مدمرة وشاملة.
وتسعى الخطة المكونة من ثلاث خطوات إلى عملية تهدئة مدتها 10 أيام تنتهي بمفاوضات بشأن الحدود، والاقتراح طرح على حكومتي إسرائيل ولبنان وعلى حزب الله، يعيد الاقتراح إلى الأذهان وقف إطلاق النار الذي أنهى حربا بين حزب الله وإسرائيل في عام 1996.
وستكون الخطوة الثانية بأن تسحب الجماعات المسلحة اللبنانية مقاتليها على الأقل 10 كيلومترات شمالي الحدود، ويبدأ لبنان في نشر جنود في الجنوب. وتوقف إسرائيل التحليق فوق الأراضي اللبنانية.
أما الخطوة الثالثة، خلال عشرة أيام، فهي أن يستأنف لبنان وإسرائيل المفاوضات حول ترسيم الحدود البرية “بطريقة تدريجية” وبدعم من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “يونيفيل”، ويدعو الاقتراح إلى بذل جهد دولي لدعم انتشار الجيش اللبناني “بالتمويل والعتاد والتدريب”، كما يدعو إلى “التنمية الاجتماعية الاقتصادية لجنوب لبنان”.
ويقول الباحث السياسي اللبناني طوني حبيب: إن هدف فرنسا حاليًا هو الحفاظ علي منطقتها بمنطقة الشرق الأوسط عبر لبنان، وبالتالي لابد عليها من إنهاء النزاع الحالي، وخفض قوى حزب الله عبر دعم الجيش اللبناني ولكن في الغالب ذلك لن يحدث في ظل سيطرة إيران على ما يحدث من قبل حزب الله، وكذلك عدم موافقة نتنياهو لإنهاء الحرب في قطاع غزة أو لبنان من أجل استمراره في حكم إسرائيل دون الدخول في معترك المحاكمات التي تنتظره.
وأضاف حبيب – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن حزب الله يرفض التفاوض رسميًا على التهدئة قبل انتهاء الحرب في غزة، وهو الموقف الذي كرره أحد السياسيين في الحزب ردًا على أسئلة من أجل هذه القصة، وبالتالي معروف للجميع أن إسرائيل لن توقف حرب غزة، وكذلك حزب الله لن يقبل بتواجد ما يصل إلى 15 ألف جندي من الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية بجنوب لبنان، وهي المعقل السياسي لحزب الله، حيث يندمج مقاتلو الجماعة منذ فترة طويلة في المجتمع في أوقات الهدوء.