منذ أن بدأت حرب قطاع غزة وبدأت معها مناوشات عديدة ضد القوات الأمريكية المتواجدة بمنطقة الشرق الأوسط وبشكل خاص في العراق، الذي يعاني من تداعيات تواجد القوات الأمريكية والفصائل العراقية الموالية لإيران؛ مما أدى إلى ما اقترب من انفجار بشكل كبير، وهو ما استدعى فتح ملف إخراج القوات الأمريكية من العراق.
وتعاني القوات الأمريكية المتواجدة في العراق من تعرضها لهجمات عديدة من فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران وأبرزها حزب الله العراقي، في ظل فتح ملف خروج القوات الأمريكية من العراق عقب الانتهاء من تواجد تنظيم داعش الإرهابي، الذى كانت تتخذه القوات الأمريكية ذريعة لتواجدها بالعراق.
ومؤخرًا، أعلنت السلطات العراقية استئناف المفاوضات مع واشنطن بشأن مستقبل التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، مؤكدة أنها ستتم بصورة دورية بهدف إتمامها بالسرعة الممكنة، وذلك طالما لم يعكر صفو المحادثات شيء.
حيث أطلقت بغداد وواشنطن المحادثات أواخر يناير في إطار لجنة عسكرية عليا مشتركة، لكنها علقت في 28 يناير بفعل هجوم بطائرة مسيرة أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن على الحدود مع سوريا.
وقد فشل الإطار التنسيقي الذي يمثل الأحزاب الشيعية في العراق في حشد التأييد النيابي اللازم لإخراج القوات الأميركية من العراق، بعد حضور أقل من 90 نائبًا من أصل 329، جلسة البرلمان التي عقدت السبت الماضي، وقاطعها النواب السنة، والكرد، وكذلك أكثر من نصف النواب الشيعة، مما يظهر حجم الانقسام الكبير بين الكتل السياسية بشأن إخراج القوات الأميركية من العراق.
ويأتي عقد الجلسة بعد طلب مقدم إلى رئاسة مجلس النواب موقعًا من 100 نائب بإخراج القوات الأميركية من العراق، ولم يتمخض عن الجلسة إلا إحالة الطلب على لجنة الأمن والدفاع لمناقشته، ودعوة الحكومة إلى تنفيذ قرار مجلس النواب الرقم 18 لعام 2020، المتعلق بإخراج القوات الأجنبية وإنهاء مهمتها في العراق.
ويقول الباحث السياسي العراقي محمد الحكيم: إن سعي الحكومة العراقية بإخراج كافة القوات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية من البلاد، ضرورة حاليًا في ظل اشتعال المنطقة والإدارة الأميركية تماطل بالخروج من كافة الدول التي احتلتها وتحديدًا من العراق، حيث تتواجد أمريكا منذ أكثر من 20 عامًا بالعراق، ولم ير الشعب العراقي سوى مناوشات وأزمات بالبلاد.
وأضاف الحكيم – في تصريحات خاصة لملفات عربية -، أن ما يحدث من الفصائل المسلحة في العراق هو ضغط على الحكومة، حيث هناك رأي عام لدى الشعب بضرورة إخراج كافة القوات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية من العراق، وعدد القوات الأمريكية الموجودة داخل الأراضي العراقية تجاوز الـ 10 آلاف جندي.