منذ بدء الحرب ما بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في أكتوبر من العام الماضي، وبدأت منطقة الشرق الأوسط في مناوشات وتداعيات خطيرة ضد القوات الأمريكية المتواجدة بالمنطقة، وخاصة القوات والقواعد العسكرية في العراق، والتي تعاني من هجمات متتالية لفصائل عراقية مدعومة من إيران بهدف إخراجها من العراق بعد سنوات من تواجدها تحت ذريعة الهجوم ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي في العراق.
وتترقب بغداد استئناف مباحثات اللجنة العسكرية الأميركية العراقية، الأحد، بشأن الجدول الزمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من أراضي العراق بعد هجمات متتالية تعرضت لها، وكذلك قيامها بشن هجمات داخل الأراضي العراقية.
وقد أعلنت الفصائل المسلحة العراقية بكل حزم عزمها على التصدي عسكريًا لأي ضربات أميركية، وقال ممثل عما يعرف الآن باسم “المقاومة الإسلامية في العراق”، عضو جماعة “أصحاب الكهف”: إن ردهم العسكري على الأمريكيين سيكون في الوقت المناسب ومناسبًا.
وقد حثت الفصائل وتحديدًا عصائب أهل الحق ومنظمة بدر بقيادة “قيس الخزعلي” و”هادي العامري” الحكومة على الإسراع برحيل القوات الأمريكية.
وتؤكد الجماعة، التي ظهرت في عام 2019 وانضمت لاحقًا إلى المقاومة الإسلامية في العراق، استعدادها الدائم لجميع الطوارئ، وليس مجرد الرد على الظروف المباشرة ولكن الاستعداد لأي تطورات مهمة.
وفي ظل الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت فصائل مسلحة ضالعة في هجمات على قواعد أميركية في العراق وسوريا، أعلن العراق الشهر الماضي عن اتفاق مع واشنطن لبدء محادثات حول مستقبل التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، بهدف تحديد جدول زمني لانسحاب هذه القوات وإنهاء مهمة التحالف.
وأكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، يحيى رسول، الخميس الماضي، أن اللجنة العسكرية الثنائية بين البلدين ستجتمع من جديد، اليوم الأحد، لبحث وتحديد موعد انتهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.
وتم تسجيل أكثر من 165 هجوماً شنتها الفصائل المسلحة المدعومة من إيران على قواعد أمريكية في العراق وسوريا، وردًا على ذلك، شنت الولايات المتحدة بالفعل عدة ضربات، استهدفت بشكل خاص قواعد كتائب حزب الله العراقي.
ويقول الباحث السياسي العراقي، واثق الجابري: إن القوات الأمريكية قد نفذت عدة ضربات لفصائل عراقية مسلحة، بقصف خمسة وثمانين هدفًا في مواقع الفصائل التي تراها موالية لإيران في سوريا والعراق، وأسفرت عن مقتل العشرات، إلى جانب اغتيال قياديين اثنين في حزب الله العراق، هما أبوبكر الساعدي وأركان العلياوي، وبالتالي ما يحدث أيضًا من القوات الأمريكية هو تصعيدًا للموقف.
وأضاف الجابري – في تصريحات خاصة لملفات عربية-، أن أصداء هذه الضربات ترددت آراء عن التحركات المكثفة للإدارة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا، وهنا تثير الضربات التي وجهتها واشنطن تساؤلات حول ما ستؤدي إليه، وهل ستحقق أهدافها في ردع الفصائل المسلحة التي قالت إنها تستهدف القوات الأمريكية لدعمها المباشر لإسرائيل في عملياتها بقطاع غزة، خاصة أن القواعد العسكرية في العراق وسوريا توصف بغير الشرعية، وأنها قوات احتلال من قبل العراق وسوريا نفسهم.
