عقب تعليق الرياض الخطط المدعومة من أميركا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في إشارة منها إلى إعادة التفكير في أولويات سياستها الخارجية في ظل تصاعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، تناول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وولي العهد السعودي محادثات شهدت تفاصيل كثيرة.
حيث كانت خطوة تعليق التطبيع مع إسرائيل من قِبل المملكة السعودية لتأمين ما تعده الثمرة الحقيقية المرجوة من اتفاق للدفاع مع الولايات المتحدة في المقابل من حيث السلام في المنطقة، حيث إن المحادثات لا يمكن استئنافها الآن، وإن قضية التنازلات الإسرائيلية للفلسطينيين سيتعين أن تكون ضرورة أكبر عند استئناف المباحثات، وهو تعليق يشير إلى أن الرياض لم تنبذ الفكرة.
وقد اجتمع ولي عهد السعودية رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، في الرياض، مع بلينكن. وجرى خلال الاجتماع بحث التصعيد العسكري الجاري حالياً في غزة ومحيطها، وقد أكد ولي العهد السعودي خلال الاجتماع ضرورة العمل لبحث سبل وقف العمليات العسكرية التي راح ضحيتها الأبرياء، مؤكداً سعي المملكة لتكثيف التواصل والعمل على التهدئة ووقف التصعيد القائم، واحترام القانون الدولي الإنساني بما في ذلك رفع الحصار عن غزة، والعمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم.
وشدد ولي العهد السعودي على رفض المملكة استهداف المدنيين بأي شكل أو تعطيل البنى التحتية والمصالح الحيوية التي تمس حياتهم اليومية.
في نفس الوقت أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية الأميركي سيعود لإسرائيل، بعد أيام من مغادرتها زار خلالها السعودية ومصر.
وقد شدد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، على وجوب تدخل المجتمع الدولي بصفة الاستعجال لوقف إطلاق النار، ووضع حد لكافة أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين، وتجنب حدوث كارثة إنسانية في الأراضي الفلسطينية.
وأكد الأمين العام على أهمية تضافر الجهود الدولية لإيقاف نهج العقاب الجماعي الذي تنتهجه قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحرمان سكان غزة من المتطلبات المعيشية الأساسية.