يعيش العالم حروبًا واسعة مؤخراً، وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية وما تلاها من تداعيات عالمية أثرت على اقتصاديات العالم ووضع العالم العربي بشكل خاص في أزمات منها نقص الغذاء.
وكذلك فأزمات المناخ أثرت على المحاصيل الزراعية والتي بدورها كانت تمد العالم بمحصول الغذاء عالمياً، وشهدت منطقة الشرق الأوسط مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة أو فيما عُرف بالقبة الحرارية.
ويعاني الشعب السوداني أزمات غذائية متصاعدة، بسبب الحرب السودانية ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش السوداني بقيادة البرهان، مما دعا منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لإصدار تحذير قوي بشأن أزمة الغذاء المتصاعدة في السودان، وقالت إنه في ظل استمرار النزاع والتدهور الاقتصادي في البلاد، هناك حاجة ماسة إلى دعم إنساني عاجل ومكثف للمجتمعات الريفية، ووفقاً لآخر توقعات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يعاني أكثر من 20.3 مليون شخص، يمثلون أكثر من 42% من سكان البلاد، من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي، بشأن الأمن الغذائي العالمي، قالت منسقة الأمم المتحدة للوقاية من المجاعة، رينا جيلاني: إن تغير المناخ بات من المسببات الأساسية لانعدام الأمن الغذائي العالمي.
ودعت جيلاني المجتمع الدولي إلى ضرورة مضاعفة الجهود لإنهاء النزاعات التي تمثل سببا رئيسيا في ضرب الاستقرار الغذائي، مشيرة إلى وجود نحو 35 مليون شخص حول العالم مهددين بجوع وشيك.
وفي نفس الجلسة الخاصة بالأمن الغذائي، دعت الوزيرة الإماراتية نورة بنت محمد الكعبي المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات منسقة بشكل أكبر للتغلب على تحدي انعدام الأمن الغذائي.
وأضافت ممثلة الإمارات في مجلس الأمن، أنه لا بد من وضع حد نهائي لانعدام الأمن الغذائي هو مسعى جماعي، إذ لا ينبغي أن يعاني أحد من المجاعة، وأضافت: “لا بد من تعميق الشراكات الدولية، وتحقيق الاستفادة القصوى من المنتديات متعددة الأطراف التي تُنظم على المستويين الدولي والإقليمي”.
ودعت الكعبي في بيان دولة الإمارات إلى صياغة استجابات مبتكرة لهذه الأزمة، ومعالجة الدافع المتنامي لتحدي انعدام الأمن الغذائي، وهو التغير المناخي.
كما شددت على منح المتضررين من انعدام الأمن الغذائي والتغير المناخي، خاصة النساء والشباب، الأولوية عند تصميم خطط الاستجابات، حيث قالت: “إن الإقرار بالتفاوت الذي يتسبب به كل من انعدام الأمن الغذائي والتغير المناخي ليس كافياً بل لا بد من تشجيع المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للجميع”.
وسلطت الكعبي الضوء على الجهود التي تقودها دولة الإمارات لتغيير الوضع الناجم عن انعدام الأمن الغذائي، حيث قالت: “تعقد دولة الإمارات العديد من الشراكات بين القطاعين العام والخاص، من ضمنها حملة وقف المليار وجبة السنوية التي تنظمها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”.
وأوضحت أن دولة الإمارات والولايات المتحدة أطلقتا مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ لتحفيز الابتكار في الزراعة الذكية مناخياً، والتي جمعت أكثر من 13 مليار دولار لتسريع هذا التحول.
وقد شهد نصيب الفرد من الناتج الزراعي في الدول العربية انخفاضاً بنسبة 29% خلال العقد المنتهي في عام 2020 ليصل إلى حوالي 329 دولاراً في عام 2020 مقابل 465 دولار في عام 2010، وهو ما يؤثر على الدعم السلعي، وتكلفة التمويل المصرفي، وتضخم أسعار الغذاء على الأمن الغذائي، وهو ما يعني إمكانية تحقيق الأمن الغذائي من خلال السياسات المناسبة.