حرب داخلية في السودان ما بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وقوات الجيش السوداني بقيادة البرهان حصدت أرواح الآلاف وجعلت من السودان عبارة عن منازل للأشباح.
الحرب جعلت من أهالي السودان يغادرون البلاد متجهين إلى البلاد المجاورة مصر وتشاد وجنوب السودان، ولكن هناك من لم يستطع المغادرة وهم سكان السودان العالقين بالخرطوم ويشهدون معاناة كبيرة أثرت بشكل فعلي حيث لا مياه ولا طعام .
وبسبب الحرب التي تقترب من ٤ شهور، اضطر أكثر من 80 في المئة من سكان أحياء الكلاكلات الواقعة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، لإخلاء مساكنهم والفرار إلى وجهات مختلفة.
الخروج من العاصمة إلى القرى المجاورة كان رحلة صعبة للأهالي نتيجة لاستغلالهم من قبل السائقين وأيضًا لمواجهتهم عصابات قطاع الطرق والقصف الجوي، وقالت منظمات حقوقية إن معظم الضحايا المدنيين يسقطون، جراء القصف الجوي والأرضي العشوائي المستمر في عدد من الأحياء السكنية في مناطق مختلفة بالخرطوم.
وكانت “الكلاكلات” من الأحياء القليلة التي صمد معظم سكانها في بيوتهم خلال القتال، بل واستقبلوا فيها خلال الشهرين الماضيين آلاف الأسر الفارة من أحياء أخرى.
وبالرغم من ذلك، فإن حالة من الرعب انتابت السكان جراء القتال العنيف حول معسكر قوات الاحتياطي المركزي المتاخم لهم، والذي استمر 3 أيام وانتهى بسقوط المعسكر الاستراتيجي في يد قوات الدعم السريع.
يعيش سكان الخرطوم أوضاعا معيشية معقدة للغاية، إذ تتسع بشكل يومي ظاهرة تناقص السلع الغذائية ومياه الشرب والكهرباء، مع توقف معظم سلاسل الإمداد، كما يعيق نقص السيولة، قدرة السكان على الحصول على احتياجاتهم اليومية.
وقالت الإعلامية السودانية داليا الياس: إن الأحياء السكنية أصبحت تشهد هجمات جوية وأرضية متكررة خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى تزايد عدد الضحايا بين المدنيين.
وأضافت الياس، في تصريحات خاصة لـ “ملفات عربية”: إن الأهالي استغلوا هدنة العيد للفرار نظرا لهدوء الأوضاع قليلًا مما يسهل عملية الفرار، كما أن 70 في المئة من سكان الخرطوم، البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، غادروها بالفعل إلى مناطق داخلية أكثر أمنا، أو إلى خارج البلاد.