بعد رفض تركيا منح جنسيتها لقيادات الإخوان وما يزيد عن 100 عضو بالجماعة، يستعد أعضاء التنظيم الدولي لمغادرة أراضي إسطنبول، والاتجاه نحو البوسنة وشرق أوروبا من أجل توفير ملاذات آمنة لعناصرها، وفي أثناء ذلك تم الكشف عن أحد قادة الجماعة الذي كان له ولنجله دور بارز في إدارة ملف استثمارات وشركات الإخوان وإيواء المطاردين منهم والتوجه نحو أوروبا منذ الثمانينيات.
ونشط القيادي الإخواني الخفي تحت ستار تقديم المساعدات الإغاثية ومن بين من تولوا هذا الملف أحمد الملط وعبد المنعم أبو الفتوح، الذي كان يعتبر الأخطر في فرض نفوذ الجماعة، وتغلغلها وفقا لنصيحة من معلمه محمد فريد عبدالخالق.
وُلد عبد الخالق في مدينة فاقوس شرقية بمصر في 30 نوفمبر عام 1915م، وتوفي يوم الجمعة الموافق 12 أبريل عام 2013، وانتقل مع عائلته بعد ذلك إلى مدينة القاهرة، وأكمل دراسته حيث تخرج عام 36 من معهد التربية العالي، وجمع في دراسته العليا بين العلوم والرياضيات، والقانون والشريعة، ثم عمل مديرا عاما لدار الكتب المصرية ودار الوثائق القومية في السبعينيات، ثم وكيلا لوزارة الثقافة لشؤونهم، عمل خطيبًا وشاعرًا وباحثًا ومفكرًا.
تولى محمد فريد عبد الخالق ونجله أسامة دورا خفيا في إدارة استثمارات الجماعة وخلق ملاذات لها خلف الستار؛ إذ يعتبر الأب، من الجيل الأول للإخوان، وشارك مع مؤسسها حسن البنا في إدارة شؤونها في الأربعينيات.
كما كان من أبرز أعضاء التنظيم الدولي، وحصل على درجة الدكتوراه في سن متأخرة بعمر الـ ٩٤ عاما، فيما كلفت الجماعة إعلاميين تابعين وموالين لها بالاحتفاء بهذا الحدث وتقديمه كعالم ومفكر دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر باحث في السن يحصل على الدكتوراه متفوقا على صاحب اللقب السابق الذي كان عمره 91 عاما، لكنه ابتعد بحكم تقدم العمر وتدهور صحته عن مهام عمله في الجماعة منذ العام 2002.
وعقب ذلك ترك إدارة بعض ملفاتها لاثنين من أبنائه وهما أحمد وأسامة دون أن يكون لهما منصب تنظيمي داخل الإخوان، حرصا على عدم ملاحقتهما أمنياً، ولتجنب ما حدث لوالدهما الذي قضى نصف حياته في السجون، فقد تسلم أحمد فريد عبد الخالق ملف حقوق الإنسان في عهد الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي. وعندما حدث ما زعمته إحدى الجماعات بوجود اعتداء على أحد العناصر التكفيرية السيناوية في سجن العقرب، نقل أحمد ما حدث للرئيس المعزول، الذي كلف كلا من نصر الدين الغزلاني ومحمد الظواهري ومجدي سالم بالتوجه لسيناء للتواصل مع أفراد هذه القبيلة والاعتذار لها، لكنه اختفى عقب ثورة يونيو عام 2013 عن المشهد ولم يعد له دور بعكس شقيقه أسامة.
أما نجله أسامة فقد لعب دورا في توفير ملاذات آمنة للإخوان وإدارة استثماراتهم، حيث ظهرت الجمعية المصرية لرجال الأعمال في العام 2012 أثناء عهد وحكم الجماعة في مصر، وتضم تلك الجمعية غالبية رجال الأعمال التابعين للإخوان، منهم حسن مالك، وأسامة فريد وسمير النجار، وعصام الحداد، وعبد الرحمن سعودي، وهدفها استثمار أموال الجماعة في عدة مشروعات بمصر وتركيا وتحديدا في مجالات العقارات والأدوية والسياحة والبرمجيات وصناعة وتجميع السيارات، كما دشن الإخوان جمعية تسمى “ابدأ ” وكان أسامة فريد هو الأبرز بين قياداتها والمتحدث الرسمي باسمها، بل كان مستشارا غير معلن لمحمد مرسي للشؤون الاقتصادية، وتولى رئاسة مجلس الأعمال المصري العراقي بعد فتح أبواب الاستثمار مع الجانب العراقي.