تصاعد التوتر بصورة مثيرة للقلق مؤخرا بين إيران وأفغانستان التي تسيطر عليها حاليا حركة طالبان، بسبب حقوق المياه، إذ قتل شخصان في تبادل لإطلاق النار بين حرس الحدود الإيراني ومقاتلي طالبان.وقال متحدث باسم حركة طالبان الأفغانية: إن 2 قُتلا وأصيب آخرون بعد تبادل إطلاق النار بين حرس الحدود الإيراني ومقاتلي طالبان بالقرب من نقطة حدودية بين إيران وأفغانستان؛ ولم يتضح بعد سبب الحادث لكنه يأتي وسط حالة من التوتر بين البلدين فيما يتعلق بحقوق المياه.فيما نشرت صحيفة “طهران تايمز” الإيرانية أن 3 جنود من قوات حرس الحدود الإيرانية قتلوا في اشتباكات على الحدود مع أفغانستان، بينما اتهمت طالبان الجنود الإيرانيين بالمبادرة بإطلاق النار ودعت للحوار، مضيفة أن “طريق الحرير” الحدودي بين إيران وأفغانستان تم إغلاقه عقب تبادل إطلاق النار بين الطرفين.بينما كشفت مصادر أن عناصر الحرس الثوري الإيراني يفرون نحو مناطق البلوش السكنية، أثناء اشتباكهم مع قوات طالبان إثر تلقيهم خسائر فادحة في الرجال والعتاد.وأضافت المصادر أن حركة طالبان تنقل قوات وأسلحة ثقيلة إلى الحدود مع طهران، وتحذر من إمكانية السيطرة على إيران خلال أيام إذا لم تتوقف الاشتباكات والاستفزازات بين الطرفين.فيما نقل تلفزيون طلوع الأفغاني عن حكومة طالبان قولها في إشارة لإيران إن “اختلاق أعذار لشن حرب ليس في مصلحة أحد والحوار أفضل وسيلة لحل المشكلات”، وكانت وسائل إعلام أفغانية، قد أفادت بوقوع اشتباكات عنيفة بين حرس الحدود الإيراني وعناصر من طالبان في قرية مامكي بمنطقة كنغ، واستهدفت المدفعية الإيرانية مدينة زرنج الأفغانية.فيما أفادت وكالة (تسنيم) للأنباء بوقوع اشتباكات بين قوات حرس الحدود الإيرانية ومسلحين “مجهولي الهوية” على حدود ولاية نيمروز الأفغانية، وفي الأثناء، تحدثت مصادر إيرانية عن سقوط 12 قتيلا على الأقل من عناصر طالبان، وفق قناة “نظامي نيوز” على تليغرام.وبالتزامن مع الاشتباكات، يعقد وزير خارجية طالبان أمير خان متقي لقاء مع المبعوث الإيراني إلى أفغانستان حسن كاظمي قمي، بمقر وزارة الخارجية في كابل.وأفاد سكان محليون بأن قوات حرس الحدود الإيراني أطلقت قذائف هاون على منطقة زرنج، عاصمة ولاية نيمروز، وأصابت عدداً من المنازل.يذكر أن الخلافات اشتدت في الأيام الأخيرة بين إيران وحكومة طالبان في أفغانستان حول تقاسُم الحصص المائية من نهر هلمند أو كما تطلق عليه إيران “هيرمند”، وتعود جذور هذا الخلاف إلى عدة عقود وليس من المعروف ما إذا كان تراشق الاتهامات في الوقت الراهن سيعقد الوضع أم سيقربه من حل يرضي الجانبين.وبدأ الخلاف بخصوص حصة إيران المائية واستمر بين طهران وكابل حتى عام 1972، عندما تم إبرام معاهدة بين البلدين، تقضي بموجبها على أفغانستان أن تمنح إيران 820 مليون متر مكعب من مياه النهر كل عام ولكن لم تحصل إلا على مليوني متر مكعب فقط.بينما تقول إيران إن أفغانستان رفضت توفير حصة إيران المائية خلال السنوات الماضية، من خلال بناء سد كجكي وثم سد كمال خان، حيث غيرت مجرى نهر هلمند بطريقة لم تسمح فيها للمياه بدخول منطقة “غودزره” الأفغانية حتى في حالة الفيضان.ويشار إلى أن الحدود المشتركة بين إيران وأفغانستان تبدأ من “مضيق ذي الفقار” حيث المثلث الحدودي بين إيران وأفغانستان وتركمانستان في الشمال وتستمر الحدود حتى جبل “ملك سياه”، حيث المثلث الحدودي بين إيران وأفغانستان وباكستان في الجنوب بمسافة 945 كيلومتراً.