لم تعد تأبه قطر بالانتقادات الدولية والمحلية بشأن وقف استنزاف تركيا لها وتحويلها لخزينة مالية، لتكون مصلحة أنقرة هي المقام الأول، وتصخ لصالحها ملايين الدولارات، رغم الأزمات الاقتصادية بالدوحة.
ورغم تقديم الملايين قبل أكثر من أسبوع، أعادت الدوحة الكرة مجددا، من خلال تدشين أول مصنع لصهر الزنك في تركيا، ضمن الشراكة بين الدوحة وأنقرة.
وظهر وزير الداخلية التركية سليمان صويلو في حفل افتتاح المصنع، حيث نقلت لقطات مصورة نشرها حساب الجزيرة مباشر على موقع تويتر مشاهد من الحفل، وسط اختفاء إعلامي واسع.
ويتضمن المشروع الجديد مصنعًا في مدينة سرت جنوبي تركيا، في محاولة لسرد جزء من الكميات الكبيرة التي تستوردها تركيا من الزنك والتي تبلغ سنويا 250 ألف طن، لتسهيل الأزمة المالية والاقتصادية الضخمة التي تعاني منها أنقرة.
وتبلغ قيمة الاستثمار في مشروع هذا المصنع 120 مليون دولار، وسيصل مع انتهاء كافة المراحل وتحقيق الاكتفاء الذاتي إلى 235 مليون دولار.
وقال صويلو: إن المرحلة الأولى من المشروع ستعمل على تغطية 38% من احتياجات تركيا، قبل أن يبدأ المصنع في تغطية كافة احتياجات البلاد.
ومن المتوقع أن يتم افتتاح أول مصنع لصهر الزنك في تركيا وبدء الإنتاج فيه خلال شهر تقريبا.
وتمتلك قطر امتيازات استثمارية كبيرة في تركيا، وبعلاقة إستراتيجية وثيقة مع أنقرة، ومن بين آخر الاستثمارات الضخمة هو ما أعلنه صندوق الثروة السيادي التركي، باستكمال عملية نقل 10% من أسهم بورصة إسطنبول إلى جهاز قطر للاستثمار.
وكشف صندوق الثروة التركي، نهاية العام الماضي، أن العملية أثمرت عن استثمار لجهاز قطر للاستثمار بقيمة 200 مليون دولار، مضيفا أنه تم تحديد سعر الصفقة بناء على إجمالي القيمة الرأسمالية لبورصة إسطنبول البالغة نحو ملياري دولار.
وأوضح إن تحويل أسهم 10% في بورصة إسطنبول إلى جهاز قطر للاستثمار يعتبر بداية تعاون طويل الأمد بين صندوقي الثروة في البلدين.
وفي سبتمبر الماضي، تم الإعلان عن تبرع قطر بمبلغ 265 مليون ليرة إلى إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأعلنت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، عن التبرع القطري من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقًا لموقع “زمان” التركي، بقيمة 265 مليون ليرة.
وجاء ذلك بعد موجة السخرية الضخمة التي أشعلتها الدوحة في وقت سابق، حيث أعلنت إهداءها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طائرة فاخرة للغاية تصل قيمتها إلى أكثر من 400 مليون.
وتسببت تلك الخطوة القطرية في إشعال موجة سخرية واسعة وغضب أيضًا بين الأتراك، حيث إن إهداء الطائرة جاء أثناء حرائق الغابات الضخمة في بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، لذلك طالبت المعارضة أردوغان ببيعها وشراء طائرات إطفاء حرائق بدلا منها لسرعة حل الأزمة في البلاد وإنقاذ الغابات.