في ضوء تصاعد وتيرة الاغتيالات التي استهدفت شخصيات عسكرية وعلماء نوويين في إيران خلال السنوات الأخيرة وبعضها منذ الحرب الأخيرة مع إسرائيل، تعيد طهران إلى الواجهة ما يُعرف بـ”الوحدات السرية” كخيار رد محتمل، قد يُوظف كورقة ضغط، أو ردًا عمليًا.
أبرز المعلومات حول “الوحدات السرية” الإيرانية
وكشفت تقارير، إن إحدى أبرز هذه الوحدات “الوحدة 400″، وهي وحدة عمليات خاصة تابعة IRGC Quds Force الجناح الخارجي لـ Unit 400 متخصصة في الهجمات، الاغتيالات، والخطف، والتخريب، بالإضافة إليها هناك Unit 840، التي تركز على العمليات السرية خارج إيران، وغالبًا تستهدف معارضين أو معوقات لمصالح النظام الإيراني في الخارج.
كما توجد وحدات داخلية أكثر مثل Vali-ye Amr special forces unit المكلفة أساسًا بحماية المرشد الأعلى وأمن الدولة الداخلي وإجمالاً، هذه الوحدات تعمل في إطار شبكة استخبارات/عسكرية، مهمتها التأمين الداخلي والخارجي، وأيضًا تنفيذ عمليات سرية إذا اقتضى الأمر سواء كدفاع أو ردّ أو ردع.
سر عودة إيران إلى التهديد بـ”الوحدات السرية”
إن طهران تعرضت -خلال السنوات السابقة- لسلسلة اغتيالات استهدفت علماء نوويين وقادة في الحرس الثوري وبحسب تقارير، استُخدمت في بعض هذه العمليات وسائل تتطلب دقة استخبارية عالية، ما أثار الشك بأن إسرائيل نفّذت هذه العمليات وردًّا على ذلك، طالت عملية تشديد أمني واعتقالات داخلية، وارتفاع خطاب التهديد من قادة إيرانيين يُفهم منه أن إيران مستعدة لردّ قد يشمل أدوات سرّية.
وأوضحت المصادر، أنه بعد أن كشفت طهران عن أن بعض اغتيالاتها أو استهدافاتها تمّت عبر اختراق هواتف وحواجز أمنية، كما أشيع في 2025 حين أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أنها تعقّبت علماء وحرس باستخدام هواتف الحرس باتت فكرة الهجوم المضاد الخفي أكثر جدوى من التصعيد العلني وفي هذا السياق، تُستخدم “الوحدات السرية” كورقة ردع تهدف إلى إرسال رسالة مفادها من يضربنا سيُضرب.
وبخلاف الرد العسكري التقليدي العلني، أشارت المصادر، إن استخدام وحدات سرية يمنح طهران خيار ضبط التصعيد، كما توفر هذه الورقة مجالاً للمناورة في المفاوضات أو الدبلوماسية.
السيناريوهات المحتملة للرد
وكشفت المصادر، أن أبرز السيناريوهات التي قد تلجأ إليها إيران إذا قررت تفعيل هذه الورقة، رد مباشر على أهداف إسرائيلية أو غربية، وتعزيز الإجراءات الأمنية، اعتقالات، ترهيب جسدي أو قضائي للمعنيين، كرسالة إلى الداخل بأن النظام لن يتهاون، وضربات سيبرانية، وتمويل جماعات في دول ثالثة لضرب مصالح إسرائيل/الغرب، وتفعيل وكلاء إقليميين أو دوليين مع الحفاظ على عدم الانكشاف الكامل.
واختتمت المصادر، أن تفعيل الورقة السرية يوفّر لطهران خيار ردع خفيّ مع مرونة سياسية من خلال مزيج من العمليات السرّية، الضغوط الدبلوماسية، والتحركات غير التقليدية لكن القرار ليس جزريًا ولا مضمونًا فالحسابات الدولية، واحتمالات الانكشاف، وإمكانية ردود فعل غير متوقعة تجعل اللعبة محفوفة بالمخاطر.

