تهمة جديدة تلاحق رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي؛ إذ صدرت مذكرة إيداع أخرى بالسجن بحقه تتعلق بتبييض الأموال والاعتداء على أمن الدولة، وذلك رغم رفضه حضور جلسة المحاكمة، فيما يتواصل التحقيق معه في قضايا أخرى تتعلق بالإرهاب وشبهة التآمر على أمن الدولة.
وأفادت وكالة “تونس إفريقيا” الرسمية التونسية، بأن قاضي التحقيق الأول بالمكتب الثاني بالمحكمة الابتدائية بمحافظة سوسة، أصدر مساء الثلاثاء بطاقة إيداع بالسجن بحق الغنوشي في قضية ما يُعرف إعلامياً بشركة “أنستالينغو” المختصة في الإنتاج الإعلامي الرقمي.
وترتبط القضية بشبهات تبييض أموال والتجسس والتخطيط لضرب الدولة، وشملت التحقيقات 27 شخصا، من بينهم الغنوشي وقيادات من النهضة، إلى جانب سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال وقيادات أمنية عليا ومدونين.
ووجه القضاء للمشتبه بهم تهم ارتكاب جرائم تتعلّق بغسيل الأموال، واستغلال التسهيلات التي خوّلتها خصائص التوظيف والنشاط المهني والاجتماعي، والاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مواجهة بعضهم بعضاً، وإثارة الهرج والقتل والسلب على الأراضي التونسية.
وتعتبر “أنستالينغو” هي شركة متخصصة في إنتاج وتطوير المحتوى الرقمي، ومتهمة بالسعي للتلاعب بالرأي العام وزعزعة الأمن القومي لصالح حركة “النهضة”.
وتعود أحداث القضية إلى أكتوبر 2021، بإيقاف عدد من موظفيها بتهم بينها “ارتكاب أمر جسيم ضد رئيس الدولة التونسية”، والتآمر ضد أمن الدولة الداخلي، والقيام بأعمال الجاسوسية.
وشملت التحقيقات عدداً من الصحفيين والمدوّنين وأصحاب أعمال حرة وسياسيين، بينهم رئيس مجلس نواب الشعب المنحل راشد الغنوشي، وابنته، وصهره رفيق عبد السلام، والمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السابق محمد علي العروي.
ويمكث الغنوشي في السجن منذ 17 أبريل الماضي، وبعد إيقافه بـ3 أيام أصدر قاضٍ بطاقة إيداع بحقه في قضية أثارتها النيابة العامة ضد رئيس النهضة وعدد من قيادات جبهة الخلاص الوطني المعارضة (الواجهة السياسية للحركة) بشبهة التآمر على أمن الدولة.
ووجهت إلى الغنوشي و7 موقوفين آخرين في هذه القضية تهم “الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضاً بالسلاح، وإثارة الهرج والقتل والسلب”، ويواجه شبهات تتعلق بالإرهاب، سواء في ملف التسفير أو الجهاز السري للحركة، لكنّه ينفي جميع الاتهامات الموجهة له وللنهضة، مؤكداً أنّها كانت أول المتضررين من العمليات الإرهابية والاغتيالات السياسية التي عاشتها البلاد.