يبدو أن النظام الإيراني سيتحول إلى التوريث، إذ ما زال يسعى مجتبى خامنئي لخلافة والده وتجاوز “رئيسي”، وقد كشفت وثيقة تستند إلى تصريحات كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في لقاء سري مع المرشد خامنئي، أن نجله مجتبى خامنئي لا يزال يتابع مشروع خلافة والده، ويتدخل في العزل والتنصيب على أعلى مستوى، بعد إقالته حسين طائب من استخبارات الحرس الثوري. كما يبدو أنه بدأ مرحلة تجاوز إبراهيم رئيسي.
وتظهر الوثيقة التي تم الكشف عنها، في هذا الاجتماع، ولأول مرة، أشار يد الله بوعلي، قائد فيلق فجر بمحافظة فارس، إلى مجتبى خامنئي، واحتج على أن الترتيبات الجديدة في “القوات العسكرية الخاصة” بحسب الرأي الشخصي لـ “مجتبى خامنئي والقوات التابعة له”، تضر بالبنية الأمنية للبلاد.
وحذر من أن تغيير هذه القوى يمكن أن يكون “كارثيا” بحسب رأي البعض، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن آراء مجتبى خامنئي ليست كلها سيئة وأن نقل “الأشخاص المؤثرين” فقط يمكن أن يسبب الضرر.
وبحسب تقرير مجتبى بور محسن، عضو هيئة تحرير “إيران إنترناشيونال”، فإن أهم خطوة قام بها مجتبى خامنئي هي إقالة حسين طائب، الرئيس السابق لمنظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني.
يذكر أن طائب، الذي كان مقربًا من مجتبى خامنئي، خلال 13 عامًا كرئيس لهذه المنظمة، مهد الطريق للقضاء على منافسيه المحتملين، من خلال قيادة الدائرة المقربة من مجتبى خامنئي.
ومن أشهر الشخصيات التي تم إقالتها، صادق آملي لاريجاني، وجرى ذلك في أعقاب محاكمة أكبر طبري، المساعد السابق لرئيسي. بعد ذلك، وصل إبراهيم رئيسي إلى السلطة في انتخابات تم هندستها وأُقيل علي لاريجاني.
وبحسب الوثيقة المسربة من هذا الاجتماع السري لبعض كبار قادة الحرس الثوري الإيراني مع علي خامنئي، فإن محمد حسين زيبايي نجاد، المعروف باسم حسين نجات، نائب قائد مقر ثارالله، أيد ضمنيا إقالة طائب، دفاعا عن مجتبى خامنئي.
وقال حسين نجات، في هذا الاجتماع، إن صعود مجتبى خامنئي إلى السلطة يهدف إلى تسهيل الأمن، وأشار إلى أن نقل الشخصيات الرئيسية في المنظمات هو وسيلة لإدارة الأزمة من أجل منع بيع وتسريب المعلومات.
يذكر أنه في الأشهر التي سبقت الإطاحة بطائب، أحبط الموساد العديد من العمليات الإرهابية للحرس الثوري الإيراني ووجه ضربة كبيرة لاستخبارات الحرس الثوري من خلال اغتيال أحد أعضاء وحدة 840 في الحرس الثوري في قلب طهران، واستجواب اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني داخل إيران.
وفي الاجتماع السري لكبار قادة الحرس الثوري الإيراني مع علي خامنئي، فإن أمير علي حاجي زاده، قائد وحدة الجو فضاء في الحرس الثوري الإيراني، وأحد المشتبه بهم الرئيسيين في إسقاط الطائرة الأوكرانية، أشاد بمساعدة مكتب مجتبى خامنئي في تمويل برنامج الطائرات المسيرة وبرنامج الصواريخ التابع للحرس الثوري الإيراني.
وخلال هذا الاجتماع السري أيضًا، ادعى عوض شهابي فر، قائد آخر لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أن مجتبى خامنئي من “كبار العلماء في العلوم العسكرية” وقال إن قاسم سليماني وإسماعيل قاآني، القائد الحالي لفيلق القدس، قد أبديا دهشتهما من “معرفة” مجتبى خامنئي بالقضايا والتهديدات الخارجية للنظام.
كما تحدث مرتضى عمو مهدي، نائب قائد فيلق صاحب الزمان في أصفهان، في هذا الاجتماع السري، عن همسات لتجاوز إبراهيم رئيسي. ووصف حكومة رئيسي بأنها “غير متعلمة” ونقل عن مجتبى خامنئي قوله إن المديرين المعينين من قبل رئيسي في الحكومة لا يتمتعون بالقدرة والمعرفة وقد أوصلوا البلاد إلى طريق مسدود اقتصاديًا.