تدهور أحوال اليمن، هو الهدف الأكبر الذي تسعى له ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، لذا تزيد من كافة الأزمات التي تلحق بالبلاد وتضاعف المعاناة الإنسانية على الأهالي في مناطق سيطرتها، لذا تعرقل عمليات الإغاثة للمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية العاملة في اليمن.
لذلك جدّدت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة الشكوى من تدخل الحوثيين في الأعمال الإغاثية في مناطق سيطرتهم، ونبهت إلى أنّ قرار الحوثيين منع سفر النساء داخل البلاد وخارجها سبّب اضطرابات خطيرة في قدرة الوكالات على مساعدة النساء والفتيات بشكل آمن وموثوق.
كما أكدت الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة الطارئة جويس مسويا، أنّه في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون ما زالت عاملات الإغاثة اليمنيات غير قادرات على السفر دون أولياء أمور من الذكور (داخل وخارج البلاد).
وقالت: إنّ ذلك يسبب اضطرابات خطيرة في قدرة الوكالات على مساعدة النساء والفتيات بشكل آمن وموثوق، داعية سلطات الانقلابيين الحوثيين إلى رفع كل هذه القيود عن الحركة، والعمل معاً لتحديد طريقة مقبولة للمضي قُدماً في هذه القضية. وقالت إنّه بالإضافة إلى ذلك، ما زالت محاولات الحوثيين للتدخل في عمليات الإغاثة منتشرة، وتشمل الجهود لإجبار الوكالات على اختيار متعاقدين معينين للرصد والتقييم من قِبل طرف ثالث.
وأعادت في إفادتها، التي قُدّمت إلى مجلس الأمن، التذكير بأنّ 2 من موظفي الأمم المتحدة ما زالا محتجزين في صنعاء بعد اعتقالهما من قِبل سلطات الحوثيين في نوفمبر 2021، وطالبت بالإفراج الفوري عنهما.
وتابعت: إنّ الوكالات الأممية تشعر بالقلق إزاء تزايد الشكوك حول اللقاحات، لاسيّما في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، والدور الذي يلعبه ذلك الموقف في ارتفاع معدلات الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل الحصبة وشلل الأطفال.
وأشارت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنّه بالنظر إلى المستويات الحالية لسوء التغذية، فإنّ الأمم المتحدة تشعر بالقلق من أنّ انخفاض معدلات تغطية اللقاح سيؤدي إلى إصابة مزيد من الأطفال أو وفاتهم؛ بسبب الحصبة وشلل الأطفال وأمراض أخرى.
يأتي ذلك، في وقت كشف فيه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أنّ 200 ألف يمنية استفدن من المساعدات التي قدّمها (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية)، لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وغيره من المنظمات الأممية.
وأكد مكتب البرنامج الإنمائي في بيان أنّ الدعم المقدّم من (مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية) لصندوق الأمم المتحدة للسكان ساعد في الوصول إلى أكثر من 200 ألف من النساء والفتيات الأكثر ضعفاً، بخدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية منذ يونيو 2022.
وذكر البيان أن مساهمة المركز المالية ساعدت في زيادة الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية للنساء والفتيات بدعم 15 مرفقاً صحياً و50 قابلة مجتمعية، ومكّنت النساء الحوامل من الولادة بأمان، مع معالجة مضاعفات الصحة الإنجابية الأخرى، كما تمكّنت أكثر من 20 ألف امرأة من الولادة بأمان بمساعدة موظفين صحيين مؤهلين، في حين تلقت 5 آلاف امرأة حامل خدمات رعاية ما قبل الولادة وبعدها في الأشهر الـ8 الماضية.