أصبح مستقبل حركة النهضة في تونس على المحك خلال الفترة المقبلة، عقب سلسلة من الأزمات تُعاني من جماعة الإخوان منذ القرارات التاريخية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، في يوليو 2021 والتي حاصرت أوهام الحركة في الاستمرار بحكم تونس.
وكشفت مصادر مطلعة أن السلطات التونسية تدرس إدراج حركة النهضة على قوائم الإرهاب خلال الساعات المقبلة، وذلك نظرًا لتورط كبار قياداتها في دعم الإرهاب وتمويله سواء داخل تونس أو خارجها.
وكانت السلطات التونسية وجهت تهم الانتماء لتنظيم إرهابي بشكل رسمي لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي و32 شخصًا آخرين في قضية الاغتيالات السياسية داخل تونس وبخاصة اغتيال شكري بلعيد ومحمّد البراهمي.
وكانت المحامية إيمان قزارة ضمن فريق الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قالت إنه تم توجيه الاتهام في هذه القضية بشكل رسميّ إلى 33 شخصا من بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، حيث إن قاضي التحقيق الأول بالمكتب 23 بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب وجه 17 تهمة إلى المتهمين وعددهم 33، وقالت أيضا إن “من أبرز هذه التهم الانتماء إلى تنظيم إرهابي وغسيل الأموال”.
وبذلك الإجراء تعترف الدولة التونسية بتورط الغنوشي ورفاقه والجهاز السري للنهضة السري في عمليات الاغتيال السياسي منذ إسقاط نظام زين العابدين بن علي في تونس حتى الآن.
وأوضحت المصادر أن الكثير من الكواليس والتفاصيل سيتم الكشف عنها في الآونة المقبلة، عن “الغنوشي” وجهازه السري في الاغتيالات السياسية داخل تونس والتي من خلالها سهلت تحكم الحركة في الدولة وتغلغلها داخل تونس.
وشددت المصادر على أن نجل راشد الغنوشي ويُدعى “معاذ” ستتم محاكمته عقب تورطه برفقة عشرات القيادات الإخوانية في غسيل وتبييض الأموال وتمويل تنظيمات الإرهاب داخل وخارج تونس عبر اتخاذ جمعية “نماء تونس” كستار لتلقي الدعم من جهات وأطراف مشبوهة، بالإضافة إلى إرسال التمويلات للتنظيمات الإرهابية بل والمساهمة في الدعم اللوجيستي والعسكري والبشري لتلك التنظيمات.
كل تلك الإجراءات رغم محاولة حركة النهضة للعودة من جديد على الساحة السياسية سواء بالضغط على السلطة التونسية وتنظيم تظاهرات، أو محاولة تدشين كيانات سياسية جديدة من رحم الجماعة.
وبذلك تقترب حركة النهضة من وضعها على قوائم الإرهاب وهو الإجراء ذاته الذي طال فروع الإخوان في عدة دول منها مصر والسودان عقب نجاح الشعوب في إسقاط حكم تلك الجماعة الإرهابية.