بعد التشدُّق لعدة أعوام والمتاجرة بالقضية الفلسطينية بين المحافل الدولية والمحلية، والزعم بنضال تركيا لأجل الأراضي الفلسطينية، كانت في كل مرة تخرب تلك الأقاويل الادعائية وتسارع بمدّ يدها نحو المحتل الإسرائيلي لدعم العلاقات والتملق له بكل السبل، لتتعهد حاليا بحماية الإسرائيليين على أرضها.
وجاء ذلك الوعد التركي بحماية الإسرائيليين، بعدما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية وتركية،عن تفاصيل إحباط عمليات إيرانية، استهدفت مواطنين إسرائيليين في تركيا، بعد أيام من تحذيرات الحكومة الإسرائيلية لمواطنيها.
وقالت المخابرات التركية، أمس الخميس: إنها تمكنت من إحباط محاولة هجوم إيراني في إسطنبول الجمعة الماضية، قبيل وصول وزير الخارجية يائير لابيد إلى تركيا.
ووفقًا لتقارير استخباراتية، خطط إيرانيون لخطف دبلوماسيين وسياح إسرائيليين في إسطنبول، إذ إن الجناة كانوا بالفعل في إسطنبول، وكان من بين المستهدفين السفير الإسرائيلي السابق وزوجته اللذان كانا يقيمان في فندق في المدينة.
واعتقلت المخابرات التركية والشرطة المحلية ما يقرب من 10 مشتبه بهم يوم الجمعة الماضية، بمن فيهم متعاونون محليون، في “فندق سول” وثلاث شقق أخرى مستأجرة في إسطنبول.
وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”، انتحل عناصر استخبارات إيرانية وعناصر من الحرس الثوري شخصيات طلابية ورجال أعمال وسائحين، وقالت تركيا: إن الموساد حدد موقع الإسرائيليين الذين كان من المفترض أن يكونوا هدفا للهجوم، ونقلهم إلى إسرائيل في طائرة خاصة.
ويأتي ذلك بعد مطالبة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد المواطنين في تركيا بالمغادرة “في أقرب وقت ممكن” بسبب تهديدات بأن عملاء إيرانيين يخططون بنشاط لقتل أو اختطاف إسرائيليين في إسطنبول، والذي تبيَّن لاحقًا أنه لبعض الوقت من أجل منح السلطات التركية فرصة لحل التهديد داخليًا.
وعقب ذلك، التقى وزير الخارجية ورئيس الوزراء الإسرائيلي البديل يائير لابيد، مع وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو في أنقرة، إذ أكد الوزير التركي أن المؤسسات الأمنية على اتصال وثيق مع بعضها البعض، قائلاً: “ولن نسمح بوقوع مثل هذه الحوادث في بلدنا، ولن يُسمح بالأنشطة الإرهابية في بلدنا، وأعتقد أننا قد نقلنا الرسالة بوضوح للإرهابيين”.
ومن ناحيته، قال لابيد: “تم إنقاذ حياة الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة، بفضل التعاون الأمني والدبلوماسي بين إسرائيل وتركيا.. نحن نشعر بالتقدير تجاه الحكومة التركية على هذا النشاط الاحترافي والمنسق. إيران تقف وراء هذه المحاولات الإرهابية، وأجهزة المخابرات لا شك لديها في ذلك”.
وتابع أن الهدف هو “استعادة الهدوء الذي يسمح لنا باستئناف النشاط السياحي، مشيرًا إلى أن تركيا هي الوجهة الأولى للسياح الإسرائيليين. نأمل أن يتمكن الإسرائيليون من العودة إلى تركيا دون خوف وأن يزوروا إسطنبول وشواطئ أنطاليا الجميلة”.
بينما في أول رد على الاتهامات التي ساقتها إسرائيل بتخطيط عملاء إيرانيين لاستهداف مواطنيها في تركيا، نفت طهران الأمر، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، سعيد خطيب زادة، اليوم الجمعة: إن تلك الاتهامات الإسرائيلية بإحباط مؤامرة إيرانية للإضرار بإسرائيليين في مدينة إسطنبول التركية “سخيفة”.
وتابع: “الادعاءات الباطلة لوزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد هي جزء من مؤامرة تل أبيب لصرف الرأي العامّ التركي والإقليمي عن القضية الفلسطينية”، مؤكدًا أنها تهدف إلى النَّيْل من العلاقات الإيرانية التركية، بحسب ما نقلت “فرانس برس”.