على غير العادة زاد الغضب الإخواني تجاه قطر، عقب التصريحات التي أطلقها رئيس وزراء قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، خلال ظهوره الإعلامي الأخير ليكشف حقيقة جماعة الإخوان في مصر، حيث أكد وقتها أن هؤلاء لا يصلحون لإدارة دولة بل الأسهل إدارتهم لدكان أو شيء غير الدولة.
وأكد “بن جاسم”، أن الدوحة استضافت اجتماعاً بين مساعدين للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي – والذي عزل بعد عام من حكمه إثر ثورة شعبية- وممثلين للإدارة المصرية في عهده مع ممثلين للإدارة الأميركية، للتعارف والتقريب بين الطرفين في النواحي الاقتصادية، وكان الأميركان يريدون من خلال هذا الاجتماع التعرف على اتجاهات مساعدي مرسي ولكنهم صُدموا، متابعًا: “خرجت من الاجتماع بانطباع سلبي، وكان مساعدو مرسي الموجودون بالإجماع أقل بكثير من المتوقع ولا يرتقون للمستوى”، وقال: جماعة مرسي يصلحون لدكان وليس للرئاسة.. مساكين.
ورغم استخدام بن جاسم للإخوان حينما كان في السلطة القطرية، ودعمه لمخطط وصولهم للحكم بالمنطقة، والتنسيق بين جاسم وهيلاري كلينتون لدعم الجماعات المتطرفة بهدف إنجاح خطة وصول الإخوان للحكم بعدة بلدان، وعلى رأسها مصر وسوريا وليبيا وعدة دول أخرى لولا فشل المخطط الإخواني إبان الربيع العربي بدايةً من مصر عبر إسقاط جماعة الإخوان وحكمهم، إلا أن ظهوره الأخير يأتي بعد انقطاع حبل الود بينه وبين الإخوان بعد انتهاء مصالحه وخروجه من المشهد السياسي داخل قطر.
وكشفت التسريبات التي أزاح الستار عنها دونالد ترامب الرئيس السابق عن مؤامرة قادتها هيلاري كلينتون بالتعاون مع حمد بن جاسم آل ثاني، وذلك لتنفيذ أجندات تخريبية تهدف لإسقاط أنظمة الدولة العربية المستقرة وإحلالها بجماعات التطرف والإرهاب وعلى رأسها الإخوان.
وبدأت “كلينتون” في تنفيذ المخطط عبر زيارة إلى قناة الجزيرة – راعية مخطط الفوضى والخراب بالمنطقة- في الدوحة في مايو 2010، واجتمعت مع مدير الشبكة حينها وضاح خنفر، لدعم المخطط في مصر ودول المنطقة التي ستشهد ثورات تخريبية لتمكين الإخوان من الحكم كما عقدت لقاء آخر في الشهر ذاته مع حمد بن جاسم آل ثاني.
وغضب الإخوان من هذه التصريحات، حيث شنوا هجومًا حادًا على حمد بن جاسم، وخرج العشرات منهم ليروجوا لأكاذيب عن مرسي وجماعته وذكائه في قيادة البلاد عكس ما روج له رئيس وزراء قطر الأسبق.
وتؤكد تلك الوقائع وجود بوادر أزمة بين قطر وجماعة الإخوان لتتزايد التساؤلات حول علاقة قطر بالإخوان خلال الفترة المقبلة وبخاصة مع تزايُد أزمات التنظيم في الخارج وبحثه عن ملاذات بديلة لتركيا.