صراع قوي داخل إيران لفرض النفوذ والهيمنة بين الرئيس الجديد للبلاد إبراهيم رئيسي والحرس الثوري الإيراني.
ظهر الصراع للعلن منذ عدة ساعات عندما وصفت وكالة أنباء “تسنيم”، التابعة للحرس الثوري، في حسابها الرسمي على “تويتر”، الاثنين، رئيس البلاد، رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي بـ”الجلاد”.
وتحت عنوان “الجلاد” نقلت الوكالة تصريحات “رئيسي” خلال اجتماع مجلس الوزراء حول قمة شنغهاي.
قبل أن تسارع الوكالة الإيرانية الرسمية إلى حذف التغريدة من حسابها بسبب موجة الانتقادات التي وجهت إليها من قبل التيار المتشدد، ولم يصدر أي تعليق من الوكالة بشأن ما صدر عنها.
وهنا، أكد مراقبون، أن تلك الواقعة بداية لخروج الصراع بين “رئيسي” والحرس الثوري إلى العلن، وسط تسريبات وتوقعات تؤكد أن الصراع سيشهد عدة منعطفات خلال الفترة المقبلة.
يأتي ذلك فيما يواصل المرشد الإيراني علي خامنئي تشديد قبضته بصفته القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، عبر تعيين العميد الطيار “حميد واحدي” بمنصب قائد سلاح الجو في الجيش الإيراني بدلاً من العميد “عزيزي نصير زاده”، في تأكيد على أن الهدف من هذه التغييرات التي طرأت مؤخرًا على المؤسسة العسكرية، هو إحكام القبضة الأمنية والعسكرية على البلاد.
كل ذلك في ظل نجاح “رئيسي” في السيطرة على مناصب حكومية رفيعة في الحكومة وهي بمثابة رسالة إلى الإيرانيين بقمع أي احتجاجات مقبلة والتعاطي معها، كما أنها رسالة صريحة للحرس الثوري بإبعاد سيطرته على نفوذ القوى في البلاد.
وكان “رئيسي” عضوًا في اللجنة المكونة من أربعة أشخاص، والتي استجوبت سجناء وأصدرت أوامر إعدام في مجزرة رهيبة، والتي أودت بحياة 5 آلاف شخص في إيران، حيث كان يتصرف وقتها بتوجيه من آية الله روح الله الخميني، الذي أمر بتشكيل لجنة لتنفيذ عمليات الإعدام، لتضعه على إثرها الولايات المتحدة على قائمة العقوبات منذ عامين لانتهاكات حقوق الإنسان.
وعادت القضية للأذهان بعد أن خاض “رئيسي” ماراثون الانتخابات الرئاسية في إيران حتى دعت وقتها منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق رسمي في تاريخ رئيسي.
ودائمًا ما تدعو المعارضة الإيرانية إلى ملاحقة “رئيسي” في المحاكم الدولية ومحاسبته على جرائمه ضد الإنسانية، باعتباره أحد الجلادين والمشاركين في عمليات إعادة 30 ألف سجين سياسي مُعارض للنظام في 1988 بإيران.