تتواصل الأزمات والخلافات داخل صفوف جماعة الإخوان في تركيا وسط تخوف كبير من شبح انهيار الجماعة.
مصادر مطلعة أكدت تورط قيادات جماعة الإخوان في مخالفات مالية وإدارية، حاولوا بخطوة استباقية لمنع إحالتهم للتحقيق من جانب إبراهيم منير، تجنبا للكشف عن تلك المخالفات أمام الصف الإخواني، ومنها مخالفات تتعلق بحصص في شركات واستثمارات الجماعة، تورط فيها محمود حسين ومدحت الحداد ومختار العشري، ومخالفات إدارية تتعلق بإقامات والحصول على جنسيات تركية لبعض المحسوبين على تلك المجموعة وعلى حساب عناصر أخرى من الجماعة.
وأكدت المصادر أن من هؤلاء صابر أبو الفتوح وهمام علي يوسف، مضيفين أن عناصر أخرى من مجموعة حسين منهم عبدالله الكريوني الأمين العام المساعد السابق لنقابة الأطباء، وعلي سعد اللبان الذي أوقف لسابق إدانته باختلاس أموال فضائية “وطن” الإخوانية، تورطت في عرقلة مكتب تركيا الذي عينه منير مؤخرا وقاموا بتشويه أعمال القائمين عليه، كما كلفوا لجانا إلكترونية تابعة لهم بتشويه عمل أفراد المكتب على وسائل التواصل.
وفي السياق ذاته كشفت المصادر تفاصيل جديدة أيضاً عن الأسباب التي أدت لصدور قرار من إبراهيم منير القائم بعمل مرشد جماعة الإخوان بإحالة محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة ومعاونيه المقيمين في تركيا للتحقيق.
وتأتي الخلافات جراء ترتيب محمود حسين ومعاونيه من مجموعة تركيا للإطاحة بإبراهيم منير، حيث عقدوا لقاءات في إسطنبول ضمت مختار العشري ومدحت الحداد وصابر أبو الفتوح، واتفقوا فيها على التنسيق مع المكاتب الإدارية المختلفة، لإيقاف قرارات منير الأخيرة الخاصة بحل مكتب تركيا ومجلس الشورى، وعدم اعتمادها، وخلق تكتل مناهض لمجموعة التنظيم الدولي تمهيدا للإطاحة بمنير من منصبه وتعيين بديل له.
واتفقت مجموعة تركيا بقيادة “حسين” على تكليف لجانها الإلكترونية بشن حملات تشويه ضد إبراهيم منير على مواقع التواصل، ناسبة إليه إخفاقات الجماعة في مصر وتركيا وتونس، ومتهمة إياه بالتردد في اتخاذ القرارات التي تكفل حماية قيادات وعناصر الجماعة في تركيا، وعدم تدخله أو توسطه لدى المسؤولين الأتراك لمنع تصاعد الأحداث الأخيرة وما تلاها من قرارات بتقييد فضائيات الإخوان في إسطنبول، ووقف برامج إعلاميين، وانصياعه لتعليمات السلطات التركية، وإصداره قرارات بحل المكتب الإداري للجماعة ومجلس الشورى، وتأجيل انتخابات القطر التي كان من المقرر إجراؤها خلال يوليو الماضي لمدة 6 أشهر.
كما علم إبراهيم منير أيضا بعقد قيادات من مجموعة حسين اجتماعا ضم عددا من العاملين بفضائيات الجماعة مع قيادات أمنية تركية الأسبوع قبل الماضي دون التنسيق مع قيادات التنظيم الدولي، خاصة بعد الأزمة الأخيرة ومحاولات تركيا التقارب مع مصر ودول الخليج، وقرارها بوقف أنشطة الإخوان الإعلامية من أراضيها.
وكانت الخلافات قد احتدمت بين قيادات جماعة الإخوان في تركيا، حيث قرر إبراهيم منير القائم بعمل مرشد الجماعة إحالة محمود حسين الأمين العام السابق ومعاونيه وجميعهم مقيمون في تركيا للتحقيق.
وقرر منير تشكيل لجنة خاصة تدير الجماعة في تركيا أطلق عليها لجنة إدارة تركيا تتكون من مجموعة من القيادات الموالية له والمناوئة لحسين ومعاونيه، وذلك على خلفية حل مجلس شورى الجماعة وحل المكتب الإداري السابق.
وتأتي القرارات على خلفية رفض الأمين العام السابق لقرارات منير وإعلانه عدم أحقيته في إصدارها، فضلا عن عدم اعترافه بحل المكتب الإداري وحل مجلس شورى الجماعة، وتمسكه بإدارة الملفات الاقتصادية والاستثمارية للجماعة، وعدم تخليه عنها لمنير ومجموعته.