رغم ما يزعمه النظام التركي طوال الوقت بدعم الشعب الفلسطيني ومساندته والنضال من أجل القضية، إلا أن ذلك لا يتجاوز نطاق الدعوات التي تتاجر بها فقط، بينما توطد تركيا علاقتها مع دولة الاحتلال بكل السبل وفي مختلف المجالات.
وخلال القصف والأحداث الدامية التي تشهدها كل بقاع فلسطين حاليا، قدمت تركيا دعوة رسمية لوزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، لحضور مؤتمر سيعقد في يونيو في أنطاليا، دون خجل أمام الدماء التي يبذلها أهالي فلسطين لأجل وطنهم.
وفي 22 إبريل الماضي، قالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية “كان” إن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس تلقى دعوة رسمية من وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو لحضور مؤتمر سيعقد في يونيو في أنطاليا.
وأشارت الهيئة الإسرائيلية إلى أن الحديث يدور حول “مؤتمر دبلوماسي رسمي تحت رعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
وتابعت أنها “المرة الأولى التي يتم فيها مثل هذا التحرك منذ أن قامت تركيا باستدعاء سفيرها من إسرائيل عام 2018 بعد مظاهرات العودة في قطاع غزة، وأدى ذلك لاحقا إلى مغادرة السفير الإسرائيلي”.
ولفتت إلى أن الرئيس التركي منذ ذلك الحين يدلي بتصريحات قاسية تهاجم إسرائيل، لذلك اعتبرت أن الدعوة “تهدف لمحاولة التقارب مع إسرائيل، من بين الأمور الأخرى بالخلفية هناك الصراع على الغاز في البحر المتوسط، والذي تجد فيه تركيا نفسها خارج اللعبة، حيث إنها ليست عضوا في منتدى الغاز الذي أنشأته إسرائيل، مصر ودول أخرى”.
تسببت تلك الدعوة في انتشار موجة انتقادات لاذعة في تركيا، لاسيما من المعارضة والتنكيل بالنظام التركي الذي يتاجر بالقضية الفسلطينية والانتفاضة العالمية لمحاولة تهدئة الأزمة، لذلك تراجعت أنقرة عن الأمر.
ومنذ يومين، سحبت تركيا اليوم الثلاثاء، الدعوة التي وجهتها سابقا لوزير الطاقة الإسرائيلي، للمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، المقرر عقده في يونيو المقبل.
وادعت وكالة “الأناضول” التركية، أن تلك الخطوة بسحب الدعوة من الجانب الإسرائيلي جاءت نتيجة الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين مؤخرا.
وتفاقمت التوترات بين إسرائيل وقطاع غزة منذ شهر رمضان، بسبب إطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات المتاخمة للقطاع، ردا على قصف الجيش الإسرائيلي لأهداف يقول إنها تابعة لـ “حماس” في غزة.
وارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 100 شهيد، بما في ذلك عشرات الأطفال، مع ألف جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.