ذات صلة

جمع

بين السيادة والواقعية.. لبنان يعيد تعريف معادلة السلاح والدولة

أعاد موقف وزير العدل اللبناني فتح واحدة من أكثر...

بيان دمشق وإعادة تثبيت الموقف “مكافحة داعش بين السيادة والتقاطع الدولي”

جاء البيان الصادر عن دمشق في توقيت بالغ الحساسية،...

ضربات واسعة في العمق السوري.. واشنطن تعيد تفعيل بنك الأهداف

دخلت الساحة السورية مرحلة جديدة من التحركات العسكرية بعد...

ساعة الحسم.. هل تعلن إدارة ترامب تصنيف “الإخوان” منظمة إرهابية الأسبوع المقبل؟

تعود قضية تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية إلى...

بيان دمشق وإعادة تثبيت الموقف “مكافحة داعش بين السيادة والتقاطع الدولي”

جاء البيان الصادر عن دمشق في توقيت بالغ الحساسية، بالتزامن مع تصعيد عسكري أمريكي واسع ضد مواقع تنظيم داعش داخل الأراضي السورية، البيان حمل دلالات تتجاوز الإطار البروتوكولي، ليعيد التأكيد على ثوابت الموقف السوري من ملف الإرهاب، في وقت تتكثف فيه العمليات العسكرية وتتشابك فيه حسابات الأمن والسيادة.

ركز الموقف السوري على إعادة إبراز التزام الدولة بمواجهة تنظيم داعش ومنع تحوله إلى تهديد عابر للمناطق أو ملاذ آمن داخل الجغرافيا السورية، هذا التأكيد يعكس محاولة لقطع الطريق أمام أي تأويلات سياسية قد توظف الضربات الخارجية باعتبارها بديلًا عن الدور المحلي، أو مؤشرًا على فراغ أمني في بعض المناطق.

تعزية تحمل رسالة سياسية

تضمن البيان بعدًا إنسانيًا واضحًا عبر الإشارة إلى الضحايا الذين سقطوا في الهجمات الإرهابية الأخيرة، إلا أن هذا البعد لم يكن منفصلًا عن سياقه السياسي، فالتعزية جاءت مقرونة بالتأكيد على أن الخسائر البشرية، أيا كانت جنسياتها، تسلط الضوء على الطبيعة العشوائية لتهديد داعش، وعلى خطورة التعامل معه كملف مؤجل أو ثانوي.

الدعوة إلى تعاون مشروط

في صياغته، حمل البيان دعوة مفتوحة للتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، لكنها جاءت بصيغة تعكس تمسك دمشق بدورها المركزي في هذا الملف، الدعوة لم تخرج عن إطار دعم الجهود القائمة على الأرض، ما يوحي بأن سوريا تسعى إلى إعادة ضبط شكل التنسيق الدولي بما لا يتعارض مع أولوياتها الأمنية ولا ينتقص من سيادتها.

التصعيد الأمريكي الأخير ضد تنظيم داعش جاء في إطار عملية عسكرية موسعة تحمل طابع الردع، وتعكس توجهًا نحو توسيع بنك الأهداف وعدم الاكتفاء بالرد الموضعي.

هذا التحرك يضع المشهد السوري أمام معادلة معقدة، حيث يتقاطع الهدف المعلن بمحاربة التنظيم مع تساؤلات حول حدود العمليات وتداعياتها الميدانية والسياسية.

بين الميدان والرسائل المتبادلة

التحركات العسكرية المتسارعة، سواء من الجانب الأمريكي أو عبر تكثيف العمليات المحلية، تشير إلى أن تنظيم داعش بات مجددًا في صدارة الاهتمام الأمني.

إلا أن اختلاف المقاربات بين الأطراف المنخرطة في المشهد يعكس استمرار فجوة في الرؤى حول آليات المواجهة، وحدود التنسيق، وأولويات الانتشار.

استقرار هش ومعركة طويلة

يعكس البيان السوري إدراكًا لحساسية المرحلة، حيث ما تزال بعض المناطق عرضة للاختراقات الأمنية في ظل تضاريس معقدة وفراغات ناتجة عن سنوات الصراع، المعركة مع داعش، وفق هذا السياق، لم تعد مرتبطة بضربات عسكرية فحسب، بل بقدرة الدولة على تثبيت الاستقرار ومنع إعادة إنتاج الفوضى.