ذات صلة

جمع

نذر التصعيد تعود من الجنوب.. الحوثيون يعيدون رسم خرائط النار

تدخل الساحة اليمنية مرحلة جديدة من التوتر، مع مؤشرات...

ما بعد الدوحة.. قوة دولية لغزة أم إدارة مؤجلة للأزمة؟

أعادت قمة الدوحة الخاصة بقطاع غزة فتح ملف الترتيبات...

الشعب متعطش للتغيير.. هل بقي عذر لتأجيل الانتخابات الليبية؟

تعيش ليبيا في حلقة مفرغة من الأزمات السياسية والأمنية...

حرب الظل الرقمية.. اختراق حساب بينيت يهز المنظومة الأمنية الإسرائيلية

فتحت في إسرائيل جبهة جديدة من جبهات الصراع غير التقليدي، بعدما كشف عن اختراق طال الحساب الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت على تطبيق تليجرام، الحادثة لم تعامل كاختراق تقني عابر، بل كاختبار أمني حساس، بالنظر إلى الخلفية السياسية والأمنية لصاحب الحساب، وما يمكن أن يحمله أي تسريب من تداعيات تتجاوز البعد الشخصي إلى دوائر أوسع داخل المؤسسة الإسرائيلية.

وأظهرت المعالجة الأولية للحادث، أن الاختراق استهدف الحساب الرقمي مباشرة دون السيطرة الكاملة على الجهاز المحمول، هذا التفصيل، رغم أهميته التقنية، لم يخفف من حجم القلق داخل الدوائر الأمنية، إذ إن الوصول إلى المحادثات وقوائم الاتصال والصور يعد بحد ذاته خرقًا عالي الخطورة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بشخص شغل مواقع قيادية حساسة في الدولة.

أرقام حساسة تحت المجهر

أخطر ما في الحادثة يتمثل في تسرب محتمل لبيانات اتصال تعود لشخصيات أمنية وسياسية رفيعة المستوى، فبينيت، بحكم مناصبه السابقة، كان على تماس مباشر مع قيادات عسكرية وأمنية، ما يجعل أي كشف لأرقام هواتف أو قنوات تواصل سابقة مادة ثمينة لأي جهة معادية، هذا البعد حوّل الاختراق من فضيحة رقمية إلى ملف أمني مفتوح على احتمالات مقلقة.

القراءة الإسرائيلية السائدة للحادث تميل إلى اعتبار أن الهدف الأساسي من العملية ليس التجسس طويل الأمد أو السيطرة التشغيلية، بل إحداث ضربة نفسية وإعلامية مركزة، نشر محادثات مختلطة بين الحقيقي والمفبرك، وإغراق الفضاء الرقمي بوثائق وصور متداخلة، يعكس استراتيجية تهدف إلى التشويش، وزعزعة الثقة، وإرباك الرأي العام، بدل البحث عن اختراق عسكري مباشر.

الخطر الخفي في الملفات المسربة

إلى جانب المحتوى ذاته، برزت مخاوف من طبيعة تقنية أعمق، تتعلق باحتمال إرفاق مواد ضارة داخل الملفات المتداولة، هذا النوع من الهجمات المركبة لا يستهدف الضحية الأولى فقط، بل يمتد إلى كل من يحاول فتح أو تداول هذه المواد، ما يوسع دائرة الضرر ويحول التسريب إلى أداة عدوى رقمية واسعة النطاق.

وتوقيت الاختراق لا ينفصل عن المناخ السياسي المتوتر داخل إسرائيل، حيث تعود أسماء قيادية سابقة إلى واجهة النقاش العام في ظل أزمات داخلية متراكمة.

في هذا السياق، يبدو أن الهجوم السيبراني جاء ليضيف طبقة جديدة من الضغط، عبر ربط الأمن الشخصي بالمسار السياسي، والتلميح إلى أن العودة إلى المشهد العام قد تحمل أثمانًا غير تقليدية.

الحرب السيبرانية كأداة صراع

وتعكس هذه الحادثة تحول الفضاء الرقمي إلى ساحة مواجهة قائمة بذاتها، تدار فيها المعارك بعيدًا عن الجبهات التقليدية، لم تعد الحروب الحديثة تقتصر على الصواريخ والدبابات، بل باتت الحسابات الشخصية والهواتف الذكية أهدافًا مشروعة في صراع طويل النفس، يستخدم فيه الاختراق كرسالة سياسية قبل أن يكون عملية تقنية.