تسعى موسكو إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في منع تمدد حلف شمال الأطلسي “الناتو” نحو حدودها، وضمان نفوذها في منطقة تعتبرها مجالًا حيويًا لأمنها القومي، في المقابل، تُصر كييف على الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها، مستفيدة من الدعم الغربي الهائل عسكريًا واقتصاديًا.
وتشهد ساحات الصراع الحديث تصاعدًا في ما يمكن تسميته حرب استنزاف صاروخية، حيث تُدمج الطائرات المسيرة مع صواريخ باليستية ومجنحة في هجمات تهدف إلى خفض موارد الخصم وإرهاقه اقتصاديًا وعسكريًا.
وقالت مصادر: إن إدخال أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة من طراز “باتريوت” “MIM-104 Patriot”، يغير معادلات هذه المواجهة بطرق مباشرة وغير مباشرة لكنه لا يقدّم حلًا سحريًا لحماية كاملة من هجمات الطائرات المسيرة المتنوعة.
كل ما تريد معرفته حول أنظمة “باتريوت”
وكشفت المصادر، أن نظام باتريوت مصمّم بالأساس لاعتراض الصواريخ الباليستية المتوسطة والقصيرة المدى، والصواريخ المجنحة والطائرات المأهولة بعضها، ويطوّر باستمرار لتحسين قدرته على تعقّب واعتراض تهديدات متقدمة.
وقالت: إنه في السنوات الأخيرة ارتفعت قدرات المنتجين على إنتاج قطَع استشعار ومقاصد “seekers” لأنصاف المتحرك “PAC-3” ما عزّز دقّة الاعتراض ضد تهديدات أسرع وأكثر تطوّرًا، وهذا يجعل باتريوت عنصرًا مهمًا في الدفاع الجوي القومي.
ما هو التأثير التكتيكي على استخدام روسيا للطائرات المسيرة؟
وأوضحت المصادر، أن كل اعتراض بواسطة صاروخ باتريوت يكلف ملايين الدولارات، بينما تكلفة الطائرة المسيرة التكتيكية قد تكون مئات أو آلاف الدولارات فقط.
وأشارت، أن مواجهة بطاريات باتريوت قد تدفع روسيا إلى مزج الهجمات، استخدام صواريخ باليستية أو مجنّحة لتحييد الدفاعات، ثم إطلاق أسراب من الطائرات المسيرة لتنفيذ الضربات الدقيقة، كما قد تتجه لاستخدام إطلاقات من مسافات بعيدة أو منصات بحرية/ جوية لتجنب نطاقات الكشف.
ما هي تكتيكات المواجهة المحتملة من جانب روسيا؟
وترى المصادر، من ضمن تكتيكات المواجهة المحتملة من جانب روسيا، تكثيف استخدام أسراب الطائرات المسيرة الرخيصة والاختيارات الإحصائية وتوظيف صواريخ متوسطة المدى ومجموعة مختلطة من الذخائر لتمكين انخراط دفاعي واستنزافي والاعتماد الأكبر على حرب إلكترونية وإطلاق طائرات مخادعة، مؤكده أن هذه التحولات تجعل المواجهة أكثر اعتمادًا على الابتكار المستمر واختيار مزيج اقتصادي من الدفاعات.
هل توقف أنظمة “باتريوت” حرب الاستنزاف الصاروخية؟
واختتمت المصادر، أن أنظمة الدفاع الجوي باتريوت تُعد من أكثر الأنظمة تطورًا في العالم، وتلعب دورًا مهمًا في الحد من فعالية الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، لكنها لن توقف حرب الاستنزاف الصاروخية تمامًا، فهذه الحرب تقوم أساسًا على إنهاك الخصم من خلال الهجمات المتكررة والمكثفة، باستخدام مزيج من الصواريخ والطائرات المسيرة منخفضة التكلفة.
