نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أمريكي رفيع أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلبت من إسرائيل وقف الهجمات العسكرية على الأراضي السورية، والدخول في حوار مباشر مع حكومة دمشق لاحتواء التصعيد المتزايد.
وجاء هذا الموقف الأمريكي في أعقاب غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في دمشق، من بينها مقر قيادة الجيش السوري ومواقع قرب القصر الرئاسي، ما فتح الباب أمام تساؤلات حقيقية: هل تواصل دمشق سياسة الصمت، أم أن الرد بات وشيكًا؟
هجمات متجددة رغم التعهدات
وتأتي هذه التطورات بعد يوم واحد فقط من طلب أمريكي مشابه، كانت قد التزمت خلاله إسرائيل، مبدئيًا، بعدم شن هجمات جديدة، إلا أنه بعد وقت قصير عادت القوات الإسرائيلية لتنفذ غاراتها الجوية، ما يعكس تراجعًا عن التعهدات ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
ولم يوضح التقرير ما إذا كانت هذه المطالبة الأمريكية جاءت قبل أو بعد الغارات الإسرائيلية الجديدة التي استهدفت مقر قيادة الجيش السوري ومواقع قريبة من القصر الرئاسي في العاصمة دمشق.
توتر غير مسبوق على الحدود السورية الإسرائيلية
وفي موازاة ذلك، تشهد الحدود السورية الإسرائيلية حالة من الاضطراب الشديد، مع تصاعد حشود مدنية تجاوزت الحدود الإسرائيلية دعمًا لحراك محافظة السويداء، المعقل الرئيسي للطائفة الدرزية في جنوب سوريا.
ويعتبر هذا الحراك أحد أبرز التحديات الداخلية التي تواجه النظام السوري حديثًا، وسط دعوات محلية ودولية لحماية المدنيين ووقف العنف.
ومن جانب آخر، أعلنت مصادر محلية في السويداء، التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، في محاولة لاحتواء التصعيد بعد اتفاق سابق جرى قبل أيام وانهار سريعًا خلال ساعات.
وتأتي هذه المحاولات في سياق الضغوط الاجتماعية والسياسية المتزايدة، مع استمرار مطالب المتظاهرين بالإصلاحات وتحسين الأوضاع المعيشية في المحافظة التي ظلت خارج سيطرة النظام نسبيًّا خلال سنوات الحرب.
أبعاد إقليمية وتحذيرات دولية
ويخشى مراقبون من أن استمرار الغارات الإسرائيلية في سوريا قد يؤدي إلى توسع دائرة الاشتباك، بما يهدد بانزلاق المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع.
وتُعتبر هذه التحركات جزءًا من التوتر المتصاعد بين إسرائيل وإيران، حيث تتهم تل أبيب طهران بتعزيز نفوذها العسكري في سوريا ودعم الفصائل المسلحة الموالية لها، وهو ما تراه إسرائيل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.