كشفت مصادر مطلعة في طهران عن اختراق شامل لشبكات الاتصالات المدنية والعسكرية في العاصمة الإيرانية، بالتزامن مع الهجمات الأخيرة التي شنتها إسرائيل على مواقع عسكرية حساسة شمالي البلاد.
اختراق منظومة الاتصالات المدنية والعسكرية بإيران
ونقلت تلك المصادر عن جندي فارّ من أحد المعسكرات المستهدفة شمال طهران، تأكيده أن ضباط الجيش الإيراني يمتنعون عن استخدام أي وسيلة اتصال خشية أن يتم تعقبهم وقتلهم.
وأضاف الجندي: أن حالة من الذعر تسود صفوف المجندين؛ ما أدى إلى فرار آلاف من الجنود الإلزاميين إلى منازلهم، في واحدة من أكبر موجات الانسحاب داخل الجيش الإيراني منذ سنوات.
قرار طارئ من الأمن السيبراني الإيراني
وفي إجراء استثنائي يعكس حجم التهديد، أصدرت قيادة الأمن السيبراني في إيران، صباح اليوم الثلاثاء، قرارًا بحظر استخدام جميع الأجهزة المتصلة بالشبكات الاتصالية والإنترنت من قبل المسؤولين وفرق حمايتهم.
وأكدت وكالة “مهر” الإيرانية، أن القرار يهدف إلى تعزيز الأمن السيبراني وحماية المعلومات الحساسة، خصوصًا بعد تكرار حوادث الاغتيال التي طالت شخصيات عسكرية بارزة خلال الأيام القليلة الماضية.
ويأتي القرار في ظل مخاوف متزايدة من قدرة أطراف خارجية على تتبع مواقع المسؤولين الإيرانيين من خلال أجهزتهم الإلكترونية، حتى وإن كانت مغلقة.
السفير الإسرائيلي يلمح لـ”عملية كبيرة” ضد إيران الخميس والجمعة
ووسط التصعيد المستمر، أثار السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، جدلًا واسعًا بعد تصريحاته لوسائل إعلام أميركية بشأن نية تل أبيب تنفيذ “عملية كبيرة” ضد إيران.
وقال ليتر، خلال مقابلة مع الصحفية الأميركية ليندساي كيث: “توقعوا مفاجأة في وقت لاحق هذا الأسبوع”، وأضاف: “عندما تهدأ الأمور، سترون مفاجآت ليلة الخميس والجمعة ستجعل عملية أجهزة النداء تبدو بسيطة”.
وفُهم تصريح السفير على نطاق واسع باعتباره تمهيدًا لضربة عسكرية كبرى ضد أهداف إيرانية، وربما ضد منشآت اتصالات أو مقار أمنية حساسة.
إسرائيل تتعقب الهواتف المحمولة حتى في وضع الإغلاق
ومن جهة أخرى، نشرت وكالة “فارس” الإيرانية تقريرًا خطيرًا، أكدت فيه أن إسرائيل تستخدم تقنيات متطورة لتتبع الهواتف المحمولة حتى وإن كانت مغلقة، في إطار تنفيذ عمليات الاغتيال داخل الأراضي الإيرانية.
وبحسب التقرير، فإن هذه التقنية قد استُخدمت في اغتيال إسماعيل هنية – رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس – أثناء وجوده في طهران، في عملية لم تُعلن تفاصيلها رسميًا من قبل إيران.
وأكدت “فارس”، أن إيقاف تشغيل الهواتف لا يضمن سرية الموقع، وأن الوسيلة الوحيدة لتفادي التتبع هي استخدام أجهزة مؤمنة ومضادة للتجسس، وهو ما بدأت الجهات الأمنية في طهران بتوصية مسؤوليها به.
تعليمات أمنية صارمة في طهران
وأفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر استخباراتية، بأن السلطات الإيرانية أمرت ضباطها وكبار مسؤوليها بجمع هواتفهم وهواتف العاملين معهم، ضمن خطة عاجلة لتقليل فرص التعقب والاختراق.
وتشير التقارير، أن الهجمات الإلكترونية والتقنية باتت تشكل تهديدًا يفوق الهجمات العسكرية التقليدية، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على الاتصالات اللاسلكية داخل إيران.
إيران تحت ضغط.. والاختراقات التقنية تفرض واقعًا جديدًا
لذا تشير المعطيات المتاحة أن إيران تمر بأزمة أمنية غير مسبوقة، لا تقتصر على الهجمات العسكرية، بل تمتد إلى عمق بنيتها التحتية الاتصالية والأمنية، وبينما تسارع القيادة إلى اتخاذ تدابير وقائية مثل حظر استخدام الأجهزة المتصلة بالشبكات، يبدو أن المخاطر أكبر من أن تُحتوى بإجراءات مؤقتة.
وفي المقابل، تكشف التقنيات الإسرائيلية المتقدمة عن مرحلة جديدة في الصراع، تقوم على الاختراق المعلوماتي قبل الضربات الصاروخية، وفي هذا السياق، يبقى الأمن السيبراني الإيراني أمام اختبار وجودي حقيقي.